أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي في تعليق منها على ما أُثير في الصحافة الألمانية من مزاعم حول تنصت الولاياتالمتحدة على تركيا : "ضروريات السياسة تقتضي ألا نعلق على أي أنشطة متعلقى بالأنشطة الاستخباراتية أمام الرأي العام، لكني أؤكد لكم أننا تناولنا هذه المزاعم مع المسؤولين الأتراك، والمباحثات مستمرة". ووفقا لما ذكرته وكالة "الاناضول" للأنباء فقد جاء ذلك في التصريحات التي أدلت بها المسؤولة الأمريكية، الثلاثاء، في الموجز الصحفي اليومي لها، والتي أكدت فيها أن "تركيا صديق وحليف لنا، ونحن ملتزمون بالاستمرار في تعزيز الشراكة بيننا، والاستمرار في التعاون في المجالات المهمة". ورفضت "بساكي" الرد على سؤال مفاده "إذا ثبتت صحة هذه المزاعم، فهل الولاياتالمتحدة ستتعهد بوقف أنشطتها الاستخباراتية في تركيا؟"، مكتفية بالإشارة إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" مطلع العام الجاري والتي أعلن من خلالها عن سلسلة من الإصلاحات الخاصة بطرق جمع المعلومات الاستخباراتية التي تتبعها أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وادَّعت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية، في وقت سابق، الشهر الماضي، أنَّ وكالة الأمن القومي الأمريكي؛ تنصتت على تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، عن طريق وحدات استخباراتية أقامتها في كل من أنقرة وإسطنبول، منفصلة عن مكتب الارتباط الرسمي للوكالة في العاصمة أنقرة. وذكرت المجلة أنَّها اعتمدت في مصادرها على تسريبات الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي "إدوارد سنودن"، وأوردت خبرها تحت عنوان "اللعبة المزدوجة"، تحدثت فيها عن تعاون أمريكا مع تركيا في مكافحة تنظيم "بي كا كا" من جهة وتنصتها على الحكومة والجيش والاستخبارات والوزراء وشركات الطاقة في تركيا من جهة أخرى. وأشارت المجلة في خبرها أنَّ الوثائق الخاصة بتركيا التي سربها سنودن؛ تبين أنَّ تركيا من بين الدول الأكثر استهدافاً لعمليات تنصت وكالة الأمن القومي الأميركي، وبيَّن أن الحكومة الأميركية أمرت الوكالة في "معرفة أهداف السياسيين الأتراك" وجمع معلومات استخباراتية حول 18 موضوعاً. وأوردت المجلة بحسب الوثائق أولويات الوكالة في "معرفة أهداف الحكومة التركية" بالدرجة الأولى، وجمع معلومات حول الجيش التركي ثانياً، ثم معرفة أهداف السياسة الخارجية التركية، ومعلومات حول أمن الطاقة في تركيا. ولفتت المجلة أنَّ عمليات تنصت تمت بتعاون "الأمن القومي الأمريكي" معالاستخبارات البريطانية، وتركَّزت على وجه الخصوص حول السياسة التركية وقطاع الطاقة، على الرغم من التعاون بين جهازي استخبارات البلدين.