نظّمت حركة "الجهاد الإسلامي"، مسيرة في غزة، عقب صلاة الجمعة، بمشاركة المئات من أنصارها، احتفالا بما أسمتّه "انتصار المقاومة" على إسرائيل، خلال المعركة الأخيرة والتي دامت ل"51" يوما. وحمل الفلسطينيون، خلال المسيرة التي نظمت وسط مدينة غزة، الأعلام، ورايات الفصائل ، ولافتات تشيد ب"المقاومة" وبما أنجزته في مواجهتها مع الجيش الإسرائيلي. وقال محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في كلمة له إن الفلسطينيين يحتفلون اليوم بانتهاء ثالث عدوان إسرائيلي، وبثالث إنجاز على طريق تحرير القدس. وأضاف الهندي، أن الشعب الذي احتضن المقاومة، هو من أفشل مخططات إسرائيل، بصناعة شرخ بين المقاومة و"حاضنته الأساسية"، من خلال القصف المجنون، واستهداف الأبراج السكنية، وتدمير آلاف البيوت. ودمر الجيش الإسرائيلي في غاراته المدفعية والجوية قرابة 15671 منزلا، منها 2276 دمر بشكل كلي، و 13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة بشكل طفيف، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية. وكان أكثر الغارات الإسرائيلية عنفًا وصدمة للفلسطينيين، تحويلها لأبراج "الظافر 4" و"الباشا" و"الإيطالي" و"زعرب" السكنية، إلى مجرد ركام، وتشريد نحو 150 أسرة كانت تقطن هذه الأبراج. ووفق إحصائيات فلسطينية وأممية، فإن الحرب الإسرائيلية خلفت نحو 500 ألف نازح، من بينهم 300 ألف شخص يمكثون الآن في 85 مدرسة في غزة. وأكد الهندي، أن الشعب الفلسطيني سيبقى يشكل "رأس الحربة" وخط الدفاع الأول عن الأمة، مطالبا كافة الدول بالمساهمة في إعمار قطاع غزة، وما خلفته الحرب الإسرائيلية من دمار. وتابع:" إسرائيل قتلت بأسلحتها الذكية أطفالنا، أما نحن فبأسلحتنا البدائية، قتلنا العسكريين، وعلى كل أحرار العالم أن يهبوا الآن، لإنقاذ غزة، وتقديم يد العون لها". وجدد الهندي، رفض حركته لأي تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مؤكدا أن المرحلة القادمة تحتاج، إلى إعلان إستراتيجية جديدة تقوم على أساس الوحدة بين كافة الفصائل". وفي كلمة له قال "أبو حمزة" المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وهو الناطق الذي تم الإعلان عنه كمتحدث جديد لسرايا القدس خلال المسيرة، إن المرحلة القادمة عنوانها "يد تقاوم، ويد تبني". وكانت سرايا القدس، قد أعلنت عن مقتل "أبو أحمد" الناطق الإعلامي باسمها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأضاف "أبو حمزة" أنّ سرايا القدس ستضاعف من جهدها وستطور طاقاتها استعدادًا للمعركة القادمة مع إسرائيل. وقال إن المعركة الأخيرة، أثبتت أن وجود إسرائيل على أرض فلسطين دخل معركة بداية النهاية، وأنّهم سيقفون ل"إسرائيل" بالمرصاد. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية. وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار. كذلك تشمل توسيع مساحة الصيد البحري إلى 6 أميال، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى (الأسرى والميناء والمطار)، خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 66 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.