أضاء العشرات من الأطفال الفلسطينيين شموعا، اليوم الأربعاء، على ركام برج سكني دمرته غارات شنتها طائرات إسرائيلية خلال الحرب على غزة، التي انتهت أمس باتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية. وردد الأطفال، الذين تجمعوا أمام ركام البرج السكني في حي الرمال الجنوبي جنوبي مدينة غزة، هتافات منها: "نريد أن نعيش كأطفال العالم"، و"إسرائيل هدمت منازلنا وأحرقت ألعابنا"، و"نحن نحب الحياة وإسرائيل تقتلنا".
وقالت الطفلة تسنيم عبد الهادي (7 أعوام) لمراسل وكالة الأناضول: "نقف هنا اليوم لنوصل رسالة للعالم بأن إسرائيل أظلمت حياتنا ودمرت بيوتنا وهدمت أحلامنا بحربها الشرسة التي استمرت 51 يوما".
وتساءلت: "لماذا لا نعيش مثل أطفال العالم؟، لماذا تحرمنا إسرائيل من ألعابنا وكتبنا المدرسية التي أحرقتها مع ركام منازلنا؟ ، أليس من حقنا أن نلعب وننام ونلبس كأطفال إسرائيل؟".
وناشدت دول العالم والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وقف "الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة، ومحاسبتها على قتلها لمئات الأطفال في حربها الأخيرة".
وحولت غارات شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية، في الأيام الثلاثة الأخيرة للحرب، أبراج "الظافر" و"الباشا" و"زعرب" و"الإيطالي" السكنية في غزة، إلى ركام، ما أدى إلى تشريد نحو 150 أسرة كانت تقطن هذه الأبراج.
كما دمر الجيش الإسرائيلي في غاراته المدفعية والجوية قرابة 15671 منزلا، منها 2276 دمر بشكل كلي، و 13395 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة بشكل طفيف، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وبدأ مساء أمس وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، بعد حرب بدأها الجيش الإسرائيلي في السابع من الشهر الماضي، بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية.
وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار للقطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة.
وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب إسرائيلية أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.
في المقابل، قتل في هذه الحرب 65 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.
ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.