اكتشف باحثون أن الدببة الشهباء تصاب بنوع من داء السكر أثناء فترة بياتها الشتوي. وذكر فريق بحث بقيادة كيفن كوربيت بجامعة ولاية واشنطن، أن هذه الدببة (وهى من فصيلة الدببة البنية) تبدو سمينة بالتأكيد في فصل الخريف لكن لا تظهر عليها أعراض السكر، وما إن تحل فترة البيات الشتوي بعد بضعة أسابيع حتى تصاب بداء السكر، وفقاً لما ورد بوكالة الأنباء "الألمانية". وعندما تستيقظ من بياتها الشتوي مرة أخرى في فصل الربيع "تكون قد شفيت" وهو ما قاد الباحثين إلى استنتاج أن زيادة الوزن بشكل مفرط ليس هو السبب المباشر للإصابة بالسكر، في حال الدببة الشهباء على الأقل. ومن المعروف أنه في حال الإصابة بالسكر من النوع الثاني نادراً ما يستجيب الجسم لهرمون الإنسولين، وهى حالة توصف بأنها مقاومة الإنسولين، وينظر إلى السمنة على أنها سبب رئيسي للإصابة بالمرض. والهدف الذي سعى إليه فريق كوربيت بشركة "أمجين" للتكنولوجيا الحيوية في ساوزند أوكس، هو اكتشاف كيفية زيادة وزن الدببة الشهباء بشكل هائل في فصل الشتاء، بينما تظل في صحة جيدة عاماً بعد عام. وأوضح الباحثون أنه كان يعتقد أن أجسام الدببة تقوم بتنظيم الأيض (عملية التمثيل الغذائي) من خلال كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، وعلى النقيض مما يحدث في البشر لا يتغير مستوى الأنسولين في الدم، إذ تظل كمية الأنسولين في الدم ومعدل السكر في الدم أثناء شهور الصيف الفعلية هى نفسها أثناء فترة البيات الشتوي. وتوصل كوربيت وزملاؤه إلى أن أجسام الدببة تكاد لا تستجيب للأنسولين أثناء فترة البيات الشتوي، وقبل فترة قصيرة من دخولها البيات الشتوي، أى عندما تكون في أعلى درجات السمنة، تكون حساسة بشكل خاص للأنسولين. وهناك بروتين يسمى "بتين" يقوم بشكل فعال بوقف حساسية الخلايا الدهنية تجاه الأنسولين، حتى يمكن للجسم أن يستمر في عملية الأيض بدون صعوبة. وعندما يحل الربيع تعود أجسام الدببة الشهباء إلى الاستجابة للأنسولين مرة أخرى. وفى إطار هذا البحث قام الفريق بأخذ عينات من دهون وكبد وعضلات الدببة الشهباء من فئات عمرية متباينة ومن كلا النوعين أى ذكور وإناث في أكتوبر ويناير ومايو قبل وأثناء وبعد فترة البيات الشتوي. وتبين للباحثين أن الدببة قامت بتخزين الطاقة استعداداً لفترة البيات الشتوي في الأنسجة الدهنية وليس في الكبد أو العضلات خلافاً لما يحدث في الأنواع الأخرى. وتدخل الدببة الشهباء في فترة بيات شتوي لمدة تصل إلى سبعة أشهر حيث تعيش فقط على مخزونها من الدهون، بينما تحافظ على درجة حرارة أجسامها عند المعدلات الطبيعة تقريباً. وقال الباحثون إن النتائج تظهر مرة أخرى مدى التعقيد الذي تتسم به العلاقة بين السمنة والسكر وهو ما يوفر دليلاً على أنهما لا يسيران دائماً جنباً إلى جنب حسبما كان يفترض على مدى زمن طويل.