طلبت بعثة الأممالمتحدة لحفظ الاستقرار إلى الكونغو (مونوسكو)، اليوم الاثنين، من متمردي الهوتو التابعين ل "القوى الديمقراطية لتحرير رواندا" (آف دي آل آر)، "مراجعة مطالبهم بهدف إعطاء فرصة لعملية استسلامهم سلميا، للنجاح". ويطالبو متمردو الهوتو المنتمين إلى (آف دي آل آر) بإجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الرواندية الحالية من دون المرور عبر وساطة المجموعة الدولية ومنحهم حق إعادة الإدماج في الحياة السياسية، مقابل الاستسلام الطوعي. وقال " راي توريس"، رئيس مكتب المونوسكو لوسائل إعلام كونغولية اليوم، : "لا نرغب في رؤية معارك ولا في إزهاق للأرواح. نريد منهم أن يلقوا بسلاحهم ويواصلوا مسار وقف التعبئة". و"القوى الديمقراطية لتحرير رواندا" هي جماعة مسلحة تسيطر على جزء كبير من إقليم شمال كيفو في الكونغو الديمقراطية وهي مناوئة لحكم الرئيس الرواندي "بول كاغمي" منذ 1994، وجعلوا من الكونغو الديمقراطية قاعدة لهم. ويواجه قادة هذا التنظيم اتهامات عديدة بضلوعهم في المجزرة الرواندية عام 1994. وكانت الحكومة الكونغولية قد أرسلت منذ 3 أسابيع طائرات إلى إقليم جنوب كيفو لنقل بعض عناصر ينتمون إلى "آف دي آل آر" نحو مركز العبور ب "كسيانغاني" (شمال شرقي الكونغو الديمقراطية) قصد تجميعهم هناك قبل الوصول إلى تسوية دائمة. من جهته، قال "بازيي فيس لافورج"، المتحدث باسم تنظيم "القوى الديمقراطية لتحرير رواندا": "لا يمكننا امتطاء شاحنات أو طائرات بشكل غير متوقع ومن دون رأي اللجنة المشتركة المكلفة بتتبع جدول زمني لاستسلامنا". ومنذ أكثر من عقد من الزمن، تمكن برنامج وقف التعبئة الذي تشرف عليه المونوسكو، من إجلاء 11 ألف من قدامى المحاربين المنتمين إلى (آف دي آل آر) الذين أعادوا بناء حياتهم من جديد في موطنهم، رواندا. ومؤخرا سلم نحو 300 من (آف دي آل آر)، أغلبهم من أفراد أسر المحاربين، أنفسهم إلى "المجموعة الاقتصادية لتنمية دول جنوب إفريقيا" المشرفة على مسار الاستسلام بتنسيق مع الحكومة الكونغولية والمونوسكو. وتمت عمليات الإجلاء والعودة بشكل فردي كون القادة المسؤولين عن التنظيم لا يشجعون عمليات العودة دون مفاوضات مسبقة مع النظام القائم في رواند حاليا. وفي السياق ذاته تواصل بعض فصائل هذا التنظيم ارتكاب "انتهاكات" لحقوق الإنسان ضد مدنيين، ففي يونيو الماضي، أحصت المونوسكو مقتل 29 شخصا في الكونغو الديمقراطية على يد فصيل يتبع التنظيم ويعرف باسم "رودي" بالإضافة إلى استخدام 5 من الأطفال كجنود، بحسب "توريس".