اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الطرف الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية "تدحرجا" إلى الحرب في غزة المستمرة منذ 7 يوليو/ تموز الماضي، نافياً أن يكون أي طرف فلسطيني طلب من حزبه فتح جبهة جنوبلبنان مع إسرائيل. وفي حديث مع جريدة "الأخبار" اللبنانية، نشر الجزء الأول منه اليوم الخميس، قال نصر الله: "إن الموقف الفلسطيني في العدوان الأخير على قطاع غزة "لم يكن متوقعاً لكنه لم يكن مفاجئاً أيضًا"، معرباً عن اعتقاده بأن كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي "لم يخططا للحرب لكن الإسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت - أي انجرا". ورأى نصر الله أن المقاومة الفلسطينية لا تبحث اليوم عن نصر معنوي أو عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وإنما عن إنجاز حقيقي وهو رفع الحصار عن غزة، ولو كان مكلفا. وشدّد نصر الله على أن الجانب الإسرائيلي في مأزق، وربما كان تقديره أن المقاومة لا تملك إرادة الصمود وأنّ الناس لن يتحملوا هذا الحجم من التضحيات، كما كان يراهن على نفاد مخزون صواريخ المقاومة، وعندها يقول إنه أوقف إطلاق الصواريخ من دون أن يعطي مكسبًا للفلسطينيين. ونفى نصر الله أن يكون أي فصيل من الفصائل الفلسطينية "قد طلب من حزب الله التدخل المباشر"، منتقدا دعوة نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، لحزب الله بفتح جبهة جنوبلبنان مع إسرائيل وقال: "إذا كان هذا مطلباً جدياً فإنه يُناقَش ضمن الدوائر المغلقة لا في وسائل الإعلام .. وطرحه في الإعلام لم يكن مناسباً وهو يثير تساؤلات"، لم يحدد طبيعتها". وكان أبو مرزوق أعرب في تصريحات صحفية له أواخر يوليو/ تموز الماضي، عن أمله في أن يقوم حزب الله بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل من جنوبلبنان، ليساعد الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون للحرب الإسرائيلية. وحول التواصل مع حماس، أكد نصر الله أن خطوط الاتصال مع حركة حماس: "لم تنقطع في يوم من الأيام وهي قائمة والتواصل دائم"، معربا عن اعتقاده بأنّ العدوان على غزة "سيكون له تأثير دافع في العلاقة بين الحزب والحركة". ولفت الى أن "العدوان" على غزة "أخر الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان"، مشيراً إلى أنه ليس واضحًا ضمن أيّ ظروف أو معطيات يمكن الإسرائيلي أن يشنّ حرباً لو أراد ذلك، مضيفا أن "الموضوع يختلف ما بعد غزة عما كان عليه قبلها". ومنذ نحو أسبوعين، ترعى القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ينهي حربا إسرائيلية على قطاع غزة، بدأت في السابع من الشهر الماضي، وأسفرت عن استشهاد 1956، وإصابة أكثر من 10 آلاف من الفلسطينيين. وبينما أسفرت هذه الحرب عن مقتل 64 عسكرياً و3 مدنيين إسرائيليين، وإصابة حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً، حسب بيانات رسمية إسرائيلية، تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" إنها قتلت 161 عسكرياً، وأسرت آخر. وفي سياق متصل، قال نصر الله إن الانتقام لمقتل القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية هو "موضوع مفتوح"، مشيراً إلى أن "المحتل الإسرائيلي يعي أن الثأر آت حتى لو طال الوقت، وهم يفكرون بأننا نبحث عن شخص أو هدف يقاربه، وفي الحقيقة لا يوجد من يوازيه عندهم". ومغنية هو قائد عسكري كبير في حزب الله اغتيل بتفجير سيارته في حي كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق في 12 فبراير/ شباط 2008. واتهم حزب الله إسرائيل في اليوم التالي بالوقوف وراء عملية اغتيال مغنية الذي يعتبر مهندس مواجهة الحزب مع إسرائيل في حرب يوليو/تموز 2006، وصاحب مخططات ضرب إسرائيل بالصواريخ في هذه الحرب. ونفى نصر الله أن يكون يقيم في ملجأ في الضاحية الجنوبية لبيروت(المعقل الرئيسي لحزب الله)، "كما يروّج الإسرائيلي ويساعده على ذلك بعض الإعلام العربي"، مؤكداً أنه "ليس غائباً عن الضاحية وهو يعرف تفاصيلها". وتنشر جريدة الأخبار الجزء الثاني من اللقاء مع نصر الله يوم غد الجمعة، يتحدث فيه عن الموضوع السوري وقتال حزب الى جانب قوات النظام في سوريا.