المثل العامى يقول (هبلة ومسكوها طبلة ) للدلالة على من تنطق بأى كلام، وقد حرفت المثل قليلا ليصبح مكارثية ومسكوها طبلة للدلالة على من توزع الاتهامات الجزافية التى تتماشى مع طبيعة كل مرحلة ، وأغلب الظن انها تتخذ من جوزيف مكارثى عضو مجلس الشيوخ الامريكى فى الخمسينيات مثلا اعلى لها ينبغى ان تحذو حذوه فى إيذاء الاخرين لا لشئ الا ارضاء لتفكيرها المريض.. ولنبدأ بجوزيف مكارثى الذى نقل تجربة محاكم التفتيش الاوروبية للولايات المتحدةالامريكية وبدأ عام 1950 حملة تشكك فى مدى اخلاص اى موظف عام بالولايات المتحدة اما التهمة الجاهزة للقضاء على اى مسئول وابعاده بل وطرده من عمله وربما معاقبته فهى الشيوعية والتعاون مع الروس....بعد عدة سنوات من الملاحقات والمضايقات والافتراءات الغبية اكتشف المجتمع الامريكى ان مكارثى باع له الوهم وبلغة ايامنا هذه( اشتغله) واوقعه فى المحظور الذى يتعارض مع القناعات والقيم الامريكية التى تمجد حرية الفكر والاعتقاد فوجه اللوم لجوزيف مكارثى ونبذه بعيدا عن الكونجرس اما الهبلة الممسكة بالطبلة او الست (مكارثية) فقد عكست تماما الانفلات القيمى والاخلاقى الذى طفا على السطح بعد 25 يناير 2011، ففى البداية اتهمت كل من لا ترضى عنه بانه (فل) اى من الفلول وليس من الفل الطيب الرائحة....تدبج الشكوى وترسلها حاملة الاتهام لفلان الفلانى او فلانة ب(الفلولية)...واصرت على هذا الاتهام للاخرين طوال فترة حكم المجلس العسكرى وخاصة بعد تقديم الرئيس الاسبق حسنى مبارك للمحاكمة وايضا طوال فترة حكم الاخوان والتى شهدت تكثيف السيدة(مكارثية) اتهاماتها للاخرين بالفوللة او الفلولية ومع إنهاء حكم الاخوان بجهد ومباركة ملايين المصرية تغيرت التهمة التى تستخدمها الست مكارثية لمن تكرههم ولمن لا ترضى عنهم لتصبح فلان اخوانى وفلانة اخوانجية.....وبعض من كرهتهم بشدة اتهمتهم بانهم( فلول) ثم عادت واتهمتهم بانهم( اخوانجية) وربما تتهمهم بانهم من الشيوعيين احتراما وتقديرا لمثلها الاعلى جوزيف مكارثى والحقيقة ان المكارثيين والمكارثيات زاد عددهم فى مجتمعنا وانتشروا فى كل مكان يوزعون الاتهامات وشجعهم على ذلك وسائل اعلام وصحف لا تلتزم بالمهنية ووتلقف ما يأفكون وتطبل معهم.....وعلينا جميعا ونحن نتابع هذا السعار المكارثى ان نتذكر أن رئيسنا الحالى عبد الفتاح السيسى طالته يوما المكارثية واقسم البعض بالطلاق أنه من الاخوان لا لشىء سوى انه عين وزيرا للدفاع فى عهد الاخوان ناسيا انه ترقى فى كل الرتب من الملازم حتى اللواء وتنقل فى المناصب حتى تولى رئاسة المخابرات الحربية فى عهود على طرف نقيض من الاخوان. ** المستشار الاعلامى المصرى السابق بالجزائر وابو ظبي