النقاد يحاكمون مسلسلات رمضان

"سجن النسا والسبع وصايا"الأفضل والأكثر مشاهدة
"طارق الشناوي":"نيلي" تألقت في مشاهد الصمت
"موريس" : الحضور النسائي في دراما رمضان طبيعي ومتوازن
"الليثي" : تفوق شبابي كبير و ظهور الكبار مجرد أثبات وجود
امتلأت الشاشة الصغيرة في رمضان 2014 بالعديد من الاعمال الفنية التي حظيت بمشاهدة جماهيرية واسعة النطاق وتناولت قضايا مختلفة بأشكال درامية بعضها وصف من قبل نقاد بالجديد أوغير التقليدي، وقد تباينت ردود أفعال الجماهير تجاه هذه الاعمال فمنها ما نال اعجابهم منذ الحلقة الأولى والآخر أهمله الجمهور بسبب سوء الاداء ومن هنا قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" برصد رأي النقاد في مسلسلات رمضان 2014.
الواقع فرض حضور نسائي كبير
علق الناقد "طارق الشناوي" على مسلسلات رمضان 2014 قائلاً : "هناك حضور على مستوي الرؤية البصرية و قفزات درامية في بعض الأعمال التي يتخللها أبداع خاص في الكتابة بالإضافة إلي حضور واضح للشباب الجدد كالمخرجة "كاملة أبو زكري" للعام الثاني على التوالي و المخرج "خالد مرعي" وعدد من الكتاب و النجوم خاصة في فن الأداء، مشيراً إلى أن اختيار الفكرة والمعالجة الدرامية وشخصية المخرج وقيادته للعمل وتسكين الأدوار والاعتناء بالكتابية من ضمن العوامل التي تساعد على خروج عمل فني جيد."
ووصف "الشناوي" الحضور النسائي في مسلسلات رمضان بالكبير، مشيراً إلى أن مسلسل "سجن النسا و السبع وصايا" كان لهم الحظ الأوفر من هذا الحضور، كما ظهرت من خلالهم صورة المرأة المقهورة و المجني عليها، مؤكداً أن المرأة دفعت ثمن كبير على أرض الواقع وأن حضورها في الدراما كان حضور مؤثر، في أشاره لدور المرأة الكبير خاصة في ثورة 25 يناير و 30 يونيو، بالإضافة إلي الانتهاكات التي تعرضت لها من تعذيب و سحل واغتصاب.
وأضاف : "على الرغم من ذلك هناك بعض منظمات حقوق الأنسان وغيرها تدين الأعمال الدرامية التي تقوم بدورها المنوط به وهو كشف النقاب عن عدد من قضايا المجتمع وإدانته."
وأكد أن "سجن النسا والوصايا السبع" هم من أفضل المسلسلات التي عرضت في رمضان 2014 بالنسبة للمرأة والدراما، مشيراً أنه على رغم من الانتقادات التي وجهت ل "سجن النسا" وأن المسلسل ضعيف من الناحية الفنية فقط إلا أنه من أكثر الأعمال التي لديها حس شعبي وأنه تم توظيف هذا الحس بشكل جيد وهو ما يجعله في المركز الأول بين أعمال هذا العام، كماحظى بمشاهدة واسعة من قبل الجمهور.
وأثني "الشناوي" الأداء الفني ل" نلي كريم " قائلاً : "نيلي" تألقت في مشاهد الصمت فقوة تعبير المثل تتضح عندما يختفي الحوار و تظهر الملامح وهذا ما فعلته " نلي كريم"، أما بالنسبة ل "محمد رمضان" فقد كان شهر رمضان بالنسبة له تجربة عملية لتأكيد نجوميته على الشاشة السينما التي تستند إلى قوة جذب كبيرة فعندما أنتقل للشاشة الصغيرة حقق نفس الجذب والنجاح، مؤكداً أن كل من "يحيى الفخراني، أحمد داوود، نلي كريم ومحمد رمضان" من أبرز من قاموا بإداء الدور الأول في مسلسلات رمضان 2014.
وأضاف : هناك عدد من الممثلين يستحقون لقب أفضل ممثلي الدور الثاني في مسلسلات رمضان 2014 وفي مقدمتهم "ريهام حجاج" كوجه جديد وملفتة والتي ظهرت هذا العام في مسلسلي" السيدة الأولي و سجن النسا" و أسحقت اللقب خاصة عن دورها في مسلسل " سجن النسا"، و"نسرين أمين" فقد كانت ملفتة وهى إنسانة حسنة الحظ، و"روبي" مقدمة دور رضا والذي يعد من ضمن الأدوار الهامة، وكذلك "هنا شيحة ووليد فواز ومحمد الجندي."
وأشار إلي أن "دكتور أمراض نسا و فيفا أطاطا وكيد الحموات" من أسوأ المسلسلات التي عرضت هذا العام، مؤكداً أن "مصطفي شعبان" في مسلسله "دكتور أمراض نسا" يعد أسوأ ممثل في مسلسلات رمضان 2014 لأنه أستسهل ولم يتعب نفسه وهذا ما جعل العمل يخرج بشكل سيء، وينافسه في هذا "يسرا" في مسلسل "سرايا عابدين"، كما أن "هبة مشاري" تعد أسوأ مؤلفة عن "سرايا عابدين"، و"محمد النقلي" أسوأ مخرج عن مسلسل "دكتور أمراض نسا"، وأسوأ موسيقى تصويرية لمسلسل "العملية ميسي."
التكلفة وراء تراجع الأعمال التاريخية
ومن جانب أخر أكدت الناقدة "ماجدة موريس" أنها لا تفضل تسمية "الأعمال الدينية" وأنه يجب استبدالها باسم الأعمال التاريخية، مشيرة إلي أن التكلفة الباهظة وراء تراجع هذه الأعمال، كما أنه من الصعب على شركات الإنتاج الخاصة تحملها، بالإضافة إلي أن جهات الإنتاج المصرية المرتبطة بالدولة ك "قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة" تراجعت كثيراً بسبب الأزمات المادية التي تمر بها وأزمات أخري في التسويق، مشيرة إلى أنه بدون أن تستقر الأوضاع الإنتاجية للتليفزيون المصري لا نستطيع أن نسأل عن عدم إنتاج أعمال تاريخية دينية.
ونوهت إلى أن أنتاج هذا النوع من الأعمال الفنية أصبح قاصراً على بعض الدول الأخرى ك " سوريا ،الكويت ، إيران و الملكة العربية السعودية والتي خرجت بمسلسل الخليفة "عمر" العام الماضي بهذا البزخ الإنتاجي الكبير الذي من الصعب أن تتحمله شركات الإنتاج الخاصة، مؤكدة على أهمية إنتاج هذه النوع من الأعمال الفنية في الفترة القادة لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
وتعليقاً منها على أفضل مسلسلات هذا العام قالت :" مسلسل "سجن النسا"من أفضل مسلسلات رمضان 2014 ، وأفضل أداء فني كان ل "نيلي كريم ، خالد الصاوي ، محمد رمضان" ، وأنأداء "مصطفي شعبان" في دكتور أمراض نسا و "مي عز الدين" في دلع البنات كان الأسوأ.
وأكدت "موريس" أن الحضور النسائي في دراما رمضان 2014 كان طبيعي ومتوازن، مشيرة إلي أن هناك عدد كبير من القضايا الخاصة بالمرأة لم تتناولها الدراما حتي الأن، متسائلة أين صورة المرأة التي نزلت للشارع وساندت الدستور والرئيس.
تفوق شبابي وتراجع للكبار
وأشار الناقد "أحمد الليثى" إلي تفوق العنصر الشبابي على كبار الفن في مسلسلات رمضان، مؤكداً على أن هذا أمر طبيعي بعدما أستطاع هؤلاء الشباب في جذب جمهورهم من خلال شاشات السينما كما أًصبح لهم مصداقية لدي الجمهور لأنهم الأقدر على استيعاب واقعهم الحالي، مشيراً أن ظهور كبار نجوم الفن ك"عادل أمام و لبلبة و يسرا و محمود عبد العزيز" ماهو إلا أثبات وجود.
وأرجع سبب اختفاء الإعمال الفنية الوطنية أمثال"رأفت الهجان و جمعة الشوان"إلي احتياجات سوق الدراما فشركات الإنتاج الخاصة تبحث عن الدراما التجارية التي تستطيع من خلالها تحقيق مكاسب، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة إنتاج هذا النوع من الإعمال الفنية و صعوبة الحصول على التصاريح اللازمة لتصوير بعض الأماكن التي قد يحتاجها العمل الفني لإضفاء المصداقية و الواقعية على العمل الفني.
وأكد أننا في هذا التوقيت في حاجة إلى هذا النوع من الأعمال الدرامية، مشيراً الى أن قطاع التليفزيون هو الوحيد القادر على إنتاج هذا النوع، كما أنه لديه النية على إنتاج هذه الاعمال في القريب.
وأضاف : " من أفضل الأعمال التي عرضت في رمضان "سجن النسا".
اقرأ فى الملف " خطايا مسلسلات رمضان"
* رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ل"محيط ": ليس لنا دخل بالأعمال التلفزيونية
* مسلسلات رمضان .. ما بين التشويق والإثارة والإعلانات التجارية
* مؤرخون وكتاب ل«محيط»: مسلسلات رمضان التاريخية كارثية وجريمة في حق التاريخ
* شباب الفنانين يسحبون البساط من تحت أقدام الكبار في دراما رمضان
** بداية الملف