تدور معارك واسعة على بعد 10 كيلومترات من موقع سد الموصل شمالي العراق بين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ومقاتلي البيشمركة، في محاول للسيطرة على موقع السد. ولا يزال سد الموصل الذي يعتبر رابع أكبر سد في شرق الأوسط وأكبر سد في العراق ويبعد 50 كم شمال مدينة الموصل، ويحفظ أكبر خزان مائي عذب في البلاد، تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية، التابعة لإقليم شمال العراق. وفي محاولة لرصد الأوضاع بالقرب من هذا المرفق المائي الاستراتيجي قام فريق وكالة الأناضول بزيارة للمنطقة، ليظهر بالفعل سيطرة قوات البيشمركة، على موقع السد. الوصول إلى مكان السد انطلاقا من أربيل عاصمة إقليم شمال العراق محفوف بالمخاطر حاليا، ورصد فريق الاناضول العشرات من حواجز لقوات البيشمركة على طول الطريق، وخلو الطريق من المارة المدنيين بشكل تام . المعارك التي تبعد كيلو مترات محدودة عن سد الموصل، أثارت مخاوف لدى الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة إقليم شمال العراق من أن انهياره في حال وصول المعارك إليه وهو ما ينذر بفيضانات قد تغمر العديد من المدن والقرى العراقية الواقعة أسفل السد وفي مقدمتها الموصل وبغداد. ولسد الموصل أهمية استراتيجية كبيرة في العراق، يضاف إلى ذلك قربه من الكثير من الحقول النفطية في المناطق الشمالية، ومنها حقل عين زالة الذي سيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في الأيام القليلة الماضية. وأثناء مرور مراسل الأناضول من فوق جسم السد من قوات البيشمركة، وفي ظل عدم انقطاع أزيز الطائرات الحربية وأصوات القصف، التقى المراسل أحد عناصر قوات البيشمركة، الذي أكد أن قوات البيشمركة قامت بتدعيم خطوطها الدفاعية حول السد من أجل حمايته. وأضاف "لو سقط السد بيد عناصر داعش (الدولة الإسلامية) حينها لا يمكن للحكومة العراقية قصف مواقعهم خشية حدوث الفيضانات واجتياحها للمدن العراقية، ولهذا يحاول عناصر التنظيم السيطرة على السد". لكنه استدرك أن قوات البيشمركة لن تسمح للتنظيم بذلك، معتبرا أن أدنى تقدم لتلك العناصر باتجاه السد خطورة بالغة، ولهذا يتم مواجهتهم بكل القوة هنا في هذا الموقع. وبخلاف أصوات أزيز الطائرات وقصفها، بدت أصوات المدافع والدخان التي تسببها قذائفها واضحة من على جسم السد، لأنها كانت تسقط في أماكن لا تبعد أكثر من 10 كم عن السد. وكان لافتا، حسب مراسل الأناضول، تواجد قوات كبيرة من البيشمركة وتمركزها في مواقع حول جسم السد، وهي على ما يبدو كانت لتدعيم الخطوط الدفاعية هناك. ولكن ورغم أنه تم الاعلان قبل أيام بأنه تم تسليم أسلحة حديثة وثقيلة إلى البيشمركة، إلا أن مراسل الأناضول لم يلاحظ شيئا من هذا القبيل في الموقع. ولا يزال يقيم عند جسم السد بالإضافة إلى قوات البيشمركة مدنيون أيضا، وهم العاملون والموظفون في السد، كما يوجد عند السد ملجئ كبير يتسع لآلاف الأشخاص وهو مناسب للحماية من قصف الطائرات. وبدأ بناء سد الموصل الذي كان يسمى سابقا باسم (سد صدام)، عام 1980 على نهر دجلة ثالث أطول نهر في شرق الأوسط بعد النيل والفرات، وثاني أغزر نهر بعد النيل، وتم الانتهاء من أعمال البناء في عام 1983، ويصل طول جسم السد إلى 3200 متر، وارتفاعه من أدني نقطة في قعر نهر 131 متر، وسعته التخزينية هي حوالي 13 مليار متر مكعب، وتوجد أربعة فتحات لصرف المياه في جسم السد، وكمية التدفق لكل فتحة هي 280 متر مكعب في الثانية.