اعتبر حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، اليوم الأربعاء، أن "المقاومة الفلسطينية كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي"، ولقنت "محور الاعتدال" درسا قاسيا. وقال حمزة منصور، الأمين للحزب، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، خلال مؤتمر صحفي بمقر الحزب في عمان، إن "عملية العصف المأكول تميزت بكسر أسطورة الجيش (الإسرائيلي) الذي لا يقهر". ويشير منصور إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي أسماها الجيش الإسرائيلي "الجرف الصامد"، وأطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسم "العصف المأكول". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف التي أعلن عنها والمتمثلة بهدم الأنفاق بين غزة وإسرائيل، معتبرا أن "المقاومة (الفصائل الفلسطينية) لقنت دول محور الاعتدال درسا قاسيا". ولم يسم منصور تلك الدول، لكنه خلال السنوات الأخيرة أصبح مصطلح "محور الاعتدال" يستخم سياسيا للإشارة إلى دول بعينها، على رأسها مصر والسعودية والأردن. واتهم مواطنون فلسطينيون تلك الدول بعدم تقديم دعم حقيقي لغزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية، وأنها تريد التخلص من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المرتبطة فكريا بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك على خلفية الإطاحة في مايو/ أيار 2013 بالرئيس المصري الأسبق، المنتمي للإخوان، محمد مرسي. ومقابل محور الاعتدال، يوجد ما يسميه البعض "محو ممانعة" للسياسية الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، ويعددون فيه إيران وسوريا وحزب الله وحركة "حماس". ورأى منصور أن الحرب على غزة "أظهرت مواقف مخزية لدول محور الاعتدال". واعتبر أن "إسرائيل فشلت فشلا ذريعا، وأنها الآن على أبواب أزمة داخلية جديدة وصراع بين السياسيين والعسكريين"، حسب قوله. وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي خسر أربع أضعاف ما خسره في لبنان (حرب صيف عام 2006) وثلاثة أضعاف ما خسره من حروب سابقة في غزة (حربي عامي 2008 و2012). وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن تكلفة الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية أكثر من 6 مليار شيكل (حوالي 4 مليار دولار أمريكي)، إضافة إلى خسائر لحقت بالإنتاج وتضرر قطاع السياحة والتعويضات التي ستدفعها الحكومة الإسرائيلية، ما يجعل المبلغ الإجمالي للخسائر الإسرائيلية يتجاوز 15 مليار شيكل (نحو 11 مليار دولار أمريكي). وامتدح منصور، خلال المؤتمر، وسائل إعلام عربية ودولة قطر على ما قدمته لغزة، واتهم دولا ووسائل إعلام عربية أخرى (لم يسمها) بدعم الاحتلال (الإسرائيلي). وقال إن "خيار الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين"، داعيا السلطة الفلسطينية إلى الاستفادة من تجربة الحرب و"التخلي عن سبيل المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني من الكيان الصهيوني". وبدأت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة هدنة في الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ) تستمر لمدة 72 ساعة، تنفيذا لمقترح مصري، ويجري الطرفان مباحثات غير مباشرة في القاهرة على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن فلسطينية، شن الجيش الإسرائيلي، في السابع من الشهر الماضي، حربًا ضد القطاع، تسببت في مقتل نحو 1875 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 9 آلاف آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فضلا عن دمار مادي واسع. ووفقا لبيانات رسمية إسرائيلية، قتل في هذه الحرب 64 عسكرياً و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً. بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" إنها قتلت 161 عسكرياً، وأسرت آخر. ومنذ أن فازت حركة "حماس" التي تمثل امتدادا فكريا لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو الماضي.