مضت ستة أيام على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية، لمحطة توليد التيار الكهربائي الوحيدة بقطاع غزة، ولا زال القطاع يعيش بلا "كهرباء" أو "ماء". وعقب القصف الإسرائيلي لمحطة توليد التيار الكهربائي، انقطعت المياه عن معظم محافظاتغزة، نظراً لتوقف عمل آبار المياه الجوفية، القائم على الكهرباء. وتؤكد مراكز حقوقية فلسطينية ودولية، أن انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، بالتزامن مع انقطاع المياه، يهدد القطاع بكارثة إنسانية قد تطال جميع مناحي الحياة بغزة، خلال الأيام القليلة القادمة. وفي 29يوليو/ تموز الماضي، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، عن العمل بشكل كامل، بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية خزّان الوقود الرئيس المزوّد للمحطة. وفي أعقاب الاستهداف الإسرائيلي لمحولات الكهرباء الرئيسية، توقف التيار الكهربائي القادم من إسرائيل، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن جميع محافظات القطاع. وأعربت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن تخوفاتها من حدوث "كارثة إنسانية" في مستشفيات قطاع غزة، في حال استمر انقطاع التيار الكهربائي لمدة (24) ساعة يومياً، كما قال مدير عام الشئون الإدارية والمالية في الوزارة، أحمد علي، للأناضول. وحذّر أحمد علي من نفاد كميات الوقود الاحتياطية، المشغّلة للمولدات الكهربائية، داخل مخازن وزارة الصحة. وأضاف :"مخزون وزارة الصحة من الوقود يكفي لتشغيل الكهرباء في مستشفيات قطاع غزة لمدة (4-5) أيام فقط". وكانت مستشفى شهداء الأقصى، في مدينة دير البلح، جنوب قطاع غزة، في 31 يوليو/ تموز الماضي، قد توقف التيار الكهربائي عنها بشكل كامل لمدة (9) ساعات، بسبب تعذر وصول الوقود الكهربائي إلى المستشفى لتشغيل المولدات الكهربائية هناك، كما قال علي. كما تعطّل المولد الكهربائي الرئيس للمستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، في 2 أغسطس/ آب الجاري، وتعذّرت إمكانية صيانته بسبب الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة. وتؤكد وزارة الصحة أن التيار الكهربائي بات منقطعاً عن كافة مستشفيات القطاع لمدة (24) ساعة يومياً، وأنها تعتمد بشكل كلّي على المولدات الكهربائية التشغيلية. وناشد علي المنظمات الدولية المعنية بالقطاع الصحي، والمنظمات الحقوقية بتوفير شبكة أمان تحمي الطواقم الطبية، والمستشفيات من الجرائم الإسرائيلية. كما يشدد يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة بغزة، أن أقساماً كاملة مُهدّدة بالتوقف عن العمل بشكل كامل بسبب إنقطاع التيار الكهربائي عن القطاع. وتابع ل"الأناضول":" الوضع لا يحتمل غياب الكهرباء ولو لدقائق، فنحن أمام آلاف المرضى، والمصابين الذي يحتاجون إلى عمليات عاجلة". وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة، قد حذّرت مسبقا، من تقليص خدماتها المقدمة للمواطنين بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. وينظر الغزيّون، خاصة من أهالي الجرحى والمصابين، بعين من القلق على الأوضاع الصحة لذويهم المتواجدين داخل مستشفيات قطاع غزة. وعبّرت المواطنة سميّة النجار (27) عاماً، للأناضول، عن قلقها على حياة طفلها المقيم في أحد حضانات مسشتفى الشفاء (قسم الأطفال الخدّج)، إذ يعيش حالياً على الأجهزة الكهربائية. كما أظهر عماد شملّخ خوفه الشديد على نجله القابع حالياً في غرفة العناية المركزة بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، مشيراً إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يهدد حياته، كما قال. وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، انقطاع المياه وتعذّر وصولها للسكان الغزيين في، محافظات القطاع المختلفة. وحذّرت بلدية غزة من كارثة بيئية وصحية "حتمية" ستصيب قطاع غزة، في حال استمرّ انقطاع التيار الكهربائي لأيام قليلة، متوقعةً غرق أحياء سكنية كاملة بمياه الصرف الصحي (العادمة)، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المشغل للمضخات تصريف تلك المياه، بشكل كامل. وقال نزار حجازي، رئيس بلدية غزة، لوكالة الأناضول:" المولدات الكهربائية تحتاج لأكثر من 15 ألف لتر يوميا من الوقود لتشغيلها، وضخ المياه، وهذا ما تعجز عنه البلدية من توفيره في ظل الحرب على القطاع". وتسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن معظم محافظات القطاع، بتوقف أكثر من (200) بئر للمياه الصالحة للشرب عن العمل، علماً بأنها تزوّد غالبية سكان القطاع بالمياه، حسب حجازي. وتجد بلدية غزة صعوبة في توصيل المياه "الصالحة للشرب" للسكان، بسبب توقف مضخات المياه عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ونفاد كميات الوقود المخزّنة. كما أعلنت المحطات التجارية المختصة بتعبئة المياه "الحلوة" الصالحة للشرب، عن توقف تقديم خدماتها للمواطنين، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وعدم وصول المياه من البلدية. وفي السياق ذاته، أعرب موزعو المياه "الحلوة" التجارية عن تخوفاتهم من التجول في شوارع قطاع غزة بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لسيارات التعبئة، مما شكّل هذا الخوف عائقاً يحول دون توزيع المياه. ومن جانب آخر، عطّل انقطاع التيار الكهربائي عن معظم محافظات القطاع، شبكة الاتصالات الخلوية في بعض المناطق، مما أثر على تواصل الغزيين مع بعضهم، وانقطاعهم عن الأخبار التي تدور حولهم. كما أثّر تعطل شبكة الاتصالات الخلوية على عمل وزارة الصحة بغزة، بحيث انقطع تواصل الوزارة مع المستشفيات الواقعة في المناطق الجنوبية، بشكل فاقم من معاناة تواصل الوزارة مع الطواقم الطبية هناك. ويحتاج قطاع غزة، لطاقة بقوة نحو 360 ميغاوات، لتوليد الكهرباء وسد احتياجات السكان منها (حوالي 1.8 مليون نسمة)، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميغاوات. ويحصل قطاع غزة على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميغاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع ب 28 ميغاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة ما بين 40 إلى 60 ميغاوات.