لليوم الخامس على التوالي، يعيش قطاع غزة بلا كهرباء، في أعقاب قصف الجيش الإسرائيلي لمحطة توليد التيار الكهربائي الوحيدة، ما نجم عنه انقطاع المياه عن معظم محافظات القطاع، لتوقف عمل الآبار، القائم على الكهرباء. ويهدد انقطاع الكهرباء، والماء، لليوم الخامس على التوالي، القطاع، بكارثة إنسانية قد تطال جميع مناحي الحياة خلال الأيام القليلة القادمة، وفق تأكيدات مراكز حقوقية فلسطينية ودولية. وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، عن العمل بشكل كامل، بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية خزّان الوقود الرئيس للمحطة، في 29يوليو الماضي. كما أدى القصف الإسرائيلي للمحولات الكهربائية الرئيسية، لتوقف التيار الكهربائي القادم، من إسرائيل، وهو ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن جميع محافظات القطاع. وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة ومرفقاتها من أكثر القطاعات تضرراً من انقطاع التيار الكهربائي، حيث توقفت بعض المستشفيات عن العمل لعدة ساعات. وحذر بسام الحمادين، مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة، من "كارثة حقيقة" ستلحق بمستشفيات قطاع غزة، إن استمر انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع. وقال الحمادين لوكالة "لأناضول"، إن "المولد الكهربائي الرئيس للمستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تعطل عن العمل يوم أمس الجمعة، والآن نعتمد على مولد واحد فقط". وأضاف: "عمل المستشفى المتواصل على المولدات الكهربائية منذ 15 يومًا، أدى إلى تعطل المولد الرئيس، ونخشى الآن من تعطل المولد الآخر، ومولدات المستشفيات الأخرى". وأشار إلى أن نقص الوقود تسبب في تعطل نصف سيارات الإسعاف والخدمات الصحية عن العمل، "نعمل الآن بنصف طاقتنا فقط، حيث نستخدم 35 سيارة من أصل 75". ولفت إلى إن "المستشفيات في غزة تحتاج إلى 300 لتر من الوقود يوميا، في الأيام الطبيعية والآن نستهلك ضعف هذه الكمية وهذا يضعنا أمام كارثة محققة". بدوره قال أحمد علي، مدير عام الشؤون الإدارية والمالية في وزارة الصحة الفلسطينية، إن مخزون الوقود يكفي لتشغيل مستشفيات القطاع لمدة 3أيام فقط. واستدرك: "نحن أمام وضع إنساني مأساوي، فهناك الآلاف من الجرحى في مختلف مستشفيات القطاع". وأعلن يوم الخميس الماضي، عن توقف المولدات الكهربائية في مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل، بسبب نفاد الوقود، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى بشكل كامل لمدة 9ساعات متواصلة. وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت الحافلة التي كانت تنقل الوقود لمستشفى شهداء الأقصى، ونجا سائقها من موت محقق ب"أعجوبة". وأشار إلى أن عمل الطواقم الطبية بقطاع غزة، وتوصيل المستلزمات الطبية إلى المستشفيات بكافة محافظات القطاع، يعتبر أمر بغاية الخطورة. وأكد أن الكهرباء منقطعة عن مستشفيات قطاع غزة لمدة 24 ساعة يوميًا، منذ أكثر من أسبوع. وناشد علي المنظمات الدولية المعنية بالقطاع الصحي، والمنظمات الحقوقية بتوفير شبكة أمان تحمي الطواقم الطبية، والمستشفيات من الجرائم الإسرائيلية. وأما يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة بغزة، فقال إن أقسام كاملة مُهدّدة بالتوقف عن العمل بشكل كامل، متابعاً: " الوضع لا يحتمل غياب الكهرباء ولو لدقائق، فنحن أمام آلاف المرضى، والمصابين الذي يحتاجون إلى عمليات عاجلة". وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة، قد حذّرت مسبقا، من تقليص خدماتها المقدمة للمواطنين بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. وينظر الغزيّون، خاصة من أهالي الجرحى والمصابين، بعين من القلق على الأوضاع الصحة لذويهم المتواجدين داخل مستشفيات قطاع غزة. وفاقم انقطاع التيار الكهربائي، لليوم الرابع على التوالي، من معاناة الغزيين، إذ ينتظر القطاع كارثة بيئية وصحية، حسب بلدية غزة. وحذرت بلدية غزة من غرق أحياء سكنية كاملة بمياه الصرف الصحي (العادمة)، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المشغل للمضخات تصريف تلك المياه، بشكل كامل. وقال نزار حجازي، رئيس بلدية غزة، لوكالة الأناضول: " المولدات الكهربائية تحتاج لأكثر من 15 ألف لتر يوميا من الوقود لتشغيلها، وضخ المياه، وهذا ما تعجز عنه البلدية من توفيره في ظل الحرب على القطاع". وتسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن معظم محافظات القطاع، بتوقف أكثر من 200 بئر للمياه الصالحة للشرب عن العمل، علماً بأنها تزوّد غالبية سكان القطاع بالمياه، حسب حجازي. وتجد بلدية غزة صعوبة في توصيل المياه "الصالحة للشرب" للسكان، بسبب توقف مضخات المياه عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ونفاد كميات الوقود المخزّنة. ونتيجة انقطاع الكهرباء بشكل كامل، فقد توقفت المحطات التجارية المختصة بتعبئة المياه الصالحة للشرب (الحلوة) للغزيين، عن تقديم خدماتها للمواطنين. ويتخوف الموزعون للمياه "الحلوة" التجارية من التجول في شوارع قطاع غزة بسبب تكرار الاستهداف الإسرائيلي لسيارات التوزيع. كما أدى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، عن معظم محافظات قطاع غزة، إلى توقف ضخ المياه من البلدية، وعدم وصولها إلى شركات التحلية والتوزيع، حسب أصحاب شركات لتوزيع المياه الحلوة. وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن معظم محافظات القطاع، بتعطل شبكة الاتصالات الخلوية في بعض المناطق، مما أثر على تواصل الغزيين مع بعضهم، وانقطاعهم عن الأخبار التي تدور حولهم. كما أدى تعطل شبكة الاتصالات الخلوية إلى انقطاع تواصل وزارة الصحة مع المستشفيات الواقعة في المناطق الجنوبية، بشكل فاقم من معاناة تواصل الوزارة مع الطواقم الطبية في المحافظاتالجنوبية. ويحتاج قطاع غزة، لطاقة بقوة نحو 360 ميغاوات، لتوليد الكهرباء وسد احتياجات السكان منها (حوالي 1.8 مليون نسمة)، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميجاوات. ويحصل قطاع غزة على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميجاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع ب 28 ميجاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة ما بين 40 إلى 60 ميجاوات.