قال مصدر مسؤول في مكتب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن موقف الحركة تجاه "التهدئة مع إسرائيل"، على حاله، حيث تتمسك بمطالبها المتعلقة بهذه المسألة. وردا على سؤال حول موقف الحركة من مبادرة، أعلنت صحف إسرائيلية، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، طرحها بشأن التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأناضول للانباء:"موقف الحركة تجه التهدئة على حاله". لكنه أضاف مستدركا:" الأطراف المعنية، تجري اتصالات مع الإدارة الأمريكية للتباحث بشأن بنود مبادرة كيري، بهدف الاستيضاح وتطويرها". ويُعتقد أن المقصود ب"الأطراف المعنية" التي يقصدها المصدر المسؤول في حماس هي "تركياوقطر". وتشترط حركة حماس لوقف إطلاق النار، "وقف العدوان الإسرائيلي، ووجود ضمانات بعد تكراره، ورفع الحصار عن غزة، والإفراج عن الأسرى الذي اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية الشهرين الماضيين"، حسبما أعلن إسماعيل هنية، القيادي البارز في حماس الإثنين الماضي. وكانت صحيفة "هآرتس" نقلت على موقعها الإلكتروني اليوم، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن كيري قدّم اقتراحاً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما مساء الأربعاء في مدينة تل أبيب الإسرائيلية. وبحسب المسؤول نفسه، فإن الاقتراح الأمريكي يتضمن "وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوع دون أن تنسحب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل كامل، وتواصل العمل ضد الأنفاق، وخلال وقف إطلاق النار تجرى مفاوضات بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية"، مشيراً إلى أن "واشنطن، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والاتحاد الأوروبي، سيضمنون للطرفين أن المفاوضات حول الترتيبات النهائية ستبحث قضايا هامة للطرفين، وهي نزع أسلحة الصواريخ والأنفاق بالنسبة لإسرائيل، ورفع الحصار، وإعادة بناء قطاع غزة بالنسبة لحماس". وفي هذا الصدد، لفت المسؤول إلى أن كيري ينتظر جوابا من وزيري خارجية قطر خالد العطية وتركيا أحمد داوود أوغلو عن موقف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بشأن هذا الاقتراح. وطرحت مصر الأسبوع الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة، نصت على وقف "الأعمال العدائية" بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، وفتح المعابر، وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض. فيما رفضت حماس هذه المبادرة لأنها "لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية"، لكن مصدرا مقربا من حماس قال في تصريحات سابقة إن "فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت ورقة بمطالبها لقطروتركيا وجامعة الدول العربية"، ومن أبرز هذه المطالب رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر وإطلاق سراح معتقلين لدى إسرائيل. ولم يتسن التأكد بشأن ما أوردته الصحيفة من قبل الأطراف (حماس- قطر - تركيا). وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قد وصل إلى العاصمة القطريةالدوحة ظهر اليوم الجمعة، لإجراء مباحثات مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية بشأن الوضع في غزة. وأفادت وزارة الخارجية التركية في بيان، أن "داود أوغلو"، أجّل زيارة كان يعتزم القيام بها إلى فرنسا، وقرر الذهاب إلى قطر للقاء وزير خارجيتها، دون أن توضح مدة زيارته. ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كبينيت)، مساء اليوم الجمعة، اجتماعاً، لبحث الحرب الإسرائيلية في غزة، والمقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في القطاع. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن "المجلس الوزاري سيلتئم بعد ظهر اليوم، لبحث المقترح الذي نقله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إسرائيل وحركة حماس". ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية إسرائيلية لم تسمها، توقعاتها أن تقبل تل أبيب هذا المقترح "في حال اتخذت حماس خطوة مماثلة". كما نقلت عن ذات المصادر، أنه "تم الإيعاز إلى الجيش الإسرائيلي بإعداد العدة لاحتمال توسيع رقعة العملية العسكرية في قطاع غزة بصورة ملموسة الأسبوع المقبل، في حال رفضت حركة حماس الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار". وشهدت القاهرة خلال الأسبوعين الماضين زيارات مكوكية لمسؤولين غربيين، أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة، ووزير الخارجية الأمريكي، الذين أعلنوا تأييدهم للمبادرة المصرية، ويحاولون إدخالها حيز التنفيذ عبر دعوة حماس لقبولها. ولليوم التاسع عشر على التوالي تواصل إسرائيل شن حربٍ على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها الأسبوع الماضي بتنفيذ توغل بري محدود، مصحوباً بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف، حيث أسفرت هذه الحرب منذ بدئها في السابع من الشهر الجاري وحتى الساعة 14:30 تغ من اليوم الجمعة عن مقتل 836 فلسطينياً، وإصابة نحو 5400 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. في المقابل، قتل في هذه الحرب 34 إسرائيلياً، بينهم مدنيان، وأصيب 463 معظمهم بحالات "هلع"، وفقاً لبيانات الجيش والشرطة الإسرائيليين، فيما تقول كتائب عز الدين القسام إنها قتلت 76 جندياً إسرائيلياً وخطفت آخر.