قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان" هي زوجة أبو بكر الصديق أم رومان بنت عامر بن عويمر ووالدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، نشأت في الجزيرة العربية وتزوجت من أحد شبابها وولدت له "الطفيل". بعدما انتقلت مع زوجها للإقامة في مكة تحالف زوجها مع أبي بكر الصديق- وكان ذلك قبل الإسلام- لكنه بعد فترة وجيزة توفي وتركها مع ابنها بمفردهم، فما كان من الصديق إلا أن تقدم لها لرعايتها وابنها وإكراما لصاحبه، قبلت هي بالزواج. أنجبت أم رومان خير الذرية وهم عبد الرحمن وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وبعدما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر أول من أسلم من الرجال وأخذ يحدث زوجته على الإسلام ودعاها للدخول فيه فآمنت، وكان الرسول يتردد على بيت أبي بكر فيلتقي الصديق وزوجته بالسرور والإحسان. كانت أم رومان رضي الله عنها خير الزوجة تشد من أزر زوجها وتخفف عنه آلامه وتواسيه فيما لاقاه المسلمين من اضطهاد وتعذيب من المشركين، حتى أذن الله لنبيه بالهجرة ورافقه الصديق فبقيت هي تعمل على تربية أولادها، وتتحمل تهديدات الكفار حتى بعث الرسول لآل بيته وآل بيت أبي بكر للهجرة. وعندما وصلن إلى المدينة استقبلهم النبي بالفرح والسرور، وكان قد بنى دارا صغيرا أصبحت هي مقر السيدة عائشة بعد زواجهما، كانت فرحة أم رومان عارمة بما رأته من حب النبي لابنتها، وعانت معها تجربة قاسية في حادث الإفك ووقعت مغشيا عليها مما سمعته من شائعات على ألسنة الناس. حينما جاءتها عائشة رضي الله عنها شاكية قالت لها "أي بنية.. هون عليك الشأن فوالله لقل ما كانت امرأة حسناء عند زوجها يحبها ولها ضرائر إلا كثرن وكثر عليها الناس"، حتى جاءت تبرئتها من الله عز وجل في سورة التوبة، لكن التجربة كانت قاسية على قلب الأم ومرضت على إثرها. بقيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بجوار والدتها تعتني بها حتى أسلمت روحها للباري، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم في قبرها فقال "اللهم إنك تعلم ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك".