قالت صحيفة "فورين بوليسي"، إن مصر لم يكن لها أبدًا دورًا فعالًا كوسيط للتهدئة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإن النظام المصري الحالي مستفيد من استمرار ضرب غزة؛ حيث ما زال الجيش المصري والمخابرات يرون ضرورة وضع حماس في صندوق منعزل لمنع صراعهم مع إسرائيل من التسبب في زعزعة استقرار سيناء، حسب قولها. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها عبر الإنترنت، أن العدوان الإسرائيلي على غزة يخدم المصالح السياسة المصرية المعادية لحماس لأنه في المقام الأول يضعف من القوة العسكرية لحماس دون أدنى تكلفة من جانب مصر. وأوضحت الصحيفة أن ما دفع السيسي أن يتقدم بمبادرة لوقف إطلاق النار هو الغضب العارم في منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أنه سيكون الطرف الفائز سواء تم قبول المبادرة أو رفضها من قبل طرفي النزاع. وأوردت الصحيفة وجهة النظر القائلة: إن المصريين يكرهون حركة حماس إلا أن كرههم لإسرائيل أكبر، فبعد أن وسّعت إسرائيل من عملية "الجرف الصامد" وقتلت المزيد من المدنيين بات من غير المحتمل التحالف الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل. وكانت كلًا من تركياوقطر سعيا للوساطة في وقف إطلاق النار، إلا أن نجاحهما ما زال أمرًا مستبعدًا؛ فإسرائيل على خلاف مع رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي كما هو حال مصر معه ولن تسمحا له بلعب دور الوساطة في تلك المفاوضات، وكذلك قطر التي تعتبرها مصر ضارة بمصالحها، بمساندتها للإخوان المسلمين والجماعات المتشددة في المنطقة، لذلك لن تترك القاهرة زمام المفاوضات التي تتعلق بأمن حدودها في أيدي دولتين تراهما غير جديرتين بالثقة.