تلخص الآية الأخيرة في سورة العنكبوت , كيفية الوصول إلى الله سبحانه وتعالى , فقد وعد الله عباده الذين يجاهدون أنفسهم في سبيله , بأنه سيهديهم إلى طريقه , وسيكون معهم في كل أمر , ومن خلال تفسير الآية سنلاحظ أن الجهاد في سبيل الله , لا يقتصر فقط على الجهاد في الحروب , وإنما المقصود هنا أيضا جهاد النفس , في الابتعاد عن المعاصي , والصبر على الابتلاءات , وغيرها . وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69( التفسير قال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ) يعني:الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) ، أي:لنُبَصرنهم سبلنا، أي:طرقنا في الدنيا والآخرة. قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحَواري، حدثنا عباس الهمداني أبو أحمد - من أهل عكا - في قول الله : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) قال:الذين يعملون بما يعلمون، يهديهم لما لا يعلمون. قال أحمد بن أبي الحواري:فحدثت به أبا سليمان الداراني فأعجبه، وقال:ليس ينبغي لِمَنْ ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه في الأثر، فإذا سمعه في الأثر عمل به، وحمد الله حين وافق ما في نفسه . وقوله: ( وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عيسى بن جعفر - قاضي الري - حدثنا أبو جعفر الرازي، عن المغيرة، عن الشعبي قال:قال عيسى بن مريم، عليه السلام:إنما الإحسان أن تحسن إلى مَنْ أساء إليك، ليس الإحسان أن تحسن إلى مَنْ أحسن إليك. [ وفي حديث جبريل لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال: « أخبرني عن الإحسان » . قال: « أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك » . المصدر : تفسير بن كثير سورة العنكبوت -