نساء حول الرسول.. «أم أيمن» مربية النبي

"أم أيمن".. أمي بعد أمي" هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن مربيته السيدة بركة بنت ثعلبة، مولاة رسول الله ورثها من أبيه فقد كانت أم أيمن من موالي عبد الله بن عبد المطلب، وبعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم أخذته واحتضنته حتى كبر.
أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما تزوج من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، لكنها بقيت ملازمة له طيلة حياته وكان الرسول يقول لها "يا أم" و"هذه بقية أهل بيتي"، فقد أعلنت هي إسلامها في بداية الدعوة وكانت من المهاجرات الأوائل إلى الحبشة والمدينة مبايعة رسول الله، وبسبب إسلامها فإنها عانت كثير من أذى المشركين واضطهادهم لها.
وبعدما أذن الرسول للمسلمين بالهجرة كانت هي من أوائل الفارين بدينهم إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، وخلال رحلة هجرتها كانت صائمة في حر شديد في الصحراء ودلى عليها دلو من السماء به ماء شربت منه حتى رويت، وتقول بعد ذلك "ما أصابني بعد ذلك عطش ولقد تعرضت بالصوم في الهواجر فما عطشت".
زوجها النبي صلى الله عليه وسلم عبيدا الخزرجي بمكة فولدت له أيمن ولما مات زوجها تزوجت من زيد بن حارثة وولدت له أسامة بن زيد، كما شاركت في غزوة أحد تسقي الماء وتداوي المصابين وشهدت أيضا خيبر وحنين، روت عدد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها أنس بن مالك وآخرون.
بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالمكانة العظمى في الجنة فقال "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن"، وأكرمها النبي وأحسن معاملتها، وعاشت بعد وفاة رسول الله حتى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وصلى عليه ودفنها في البقيع بعد مقتل الفاروق عمر بن الخطاب بعشرين يوما.