بعد التدهور الذي أصاب العلاقات الروسية مع الدول الغربية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، وبسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية، تسعى روسيا رويدا رويدا، إلى إعادة منظومة العلاقات السوفيتية، مع دول العالم الثالت، وخاصة قارة أمريكا اللاتينية، التي تعد الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأميركية. فالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين الموجود حالياً، في البرازيل لحضور قمة دول البريكس (روسيا-الصين- البرازيل- جنوب أفريقيا الهند)، يسعى إلى بلورة علاقات بلاده من جديد، مع دول القارة، من خلال عدة اتفاقيات تجارية، واقتصادية، وعسكرية، أجراها مع زعماء قارة أميركا الجنوبية في الفترة الأخيرة، كالمناورات العسكرية المشتركة، بين القوات الروسية، والفنزويلية، مطلع الشهر الحالي، ومسح روسيا لديون كوبا، وتوقيع اتفاقية تعاون معها حول الطاقة، ومشروع روسي يهدف لحماية محطات أنظمة الملاحة بالأقمار الاصطناعية (غلوناس)، الروسية الصنع في كوبا. كما وجه الرئيس الروسي، انتقادات للمملكة المتحدة، أثناء لقائه بالرئيسة الأرجنتينية "كريستينا فرنانديز دي كريتشنير"، حيث تسود علاقات توتر بين بلادها، والمملكة المتحدة بسبب "جزر فوكلاند". كما تهدف روسيا إلى تعزيز علاقتها مع العملاق الاقتصادي، في القارة اللاتينية، البرازيل بعدة اتفاقيات تشمل الاقتصاد، والدفاع، والطاقة النووية، والصحة، والتكنولوجيا. وتحدث المحلل السياسي وخبير الأزمات في مركز مركز "Enquirisk " كارلو غالو" لمراسل الأناضول حول سعي روسي لبناء شراكات في جميع أنحاء العالم، تتمحور حول السلاح والطاقة، مشيرا إلى أن دخول روسيا إلى قارة أميركيا الجنوبية، بعيدا من بوابة التجارة، سبب قلقا متزايدا لدى الولاياتالمتحدة الأميركية، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقات روسيا مع كوبا، التي تعد مهمة بالنسبة لواشنطن من الناحية الجيوسياسية. وقال "ألكسندر باونوف"، الخبير في علاقات روسيا مع أميركا الجنوبية في صحيفة "Slon.ru" الروسية: "إنَّ الولاياتالمتحدة الأميركية بدأت باستهداف كبرى البنوك، وشركات الطاقة الروسية، واتخاذ عدة تدابير احترازية، لا ستشعارها بالخطر الروسي، وخصوصاً بعد قمة دول "البريكس"، التي تستضيفها البرازيل، بالإضافة إلى (11) دولة لاتينية. وأشارالخبير الروسي، أنَّ من بين الشركات، التي طالتها العقوبات الأميركية "شركة النفط الروسية المملوكة للدولة "روسنيفت"، وعملاق الطاقة الروسي "غازبروم"، وذراعها المالي "بنك غازبروم"، وشركة "نوفاتيك" الروسية للطاقة، وبنك التنمية الاقتصادية الروسي(VEB).