"بعد أن باعوا الحجر.. يبيعون البشر".. بهذه الكلمات، عبّر كاتب علم المصريات، بسام الشماع، عن ضيقه تجاه عمليات بيع آثار مصرية في المزادات، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة لتشمل إلى جانب بيع التماثيل الحجرية، بيع مومياء بشرية إلكترونيا. وبعد أن باعت دار مزادات "كريستيز" في بريطانيا تمثال المشرف على الكتبة "سخم كا" يوم 10 يوليو الجاري، تعرض - حاليا - دار مزادات "هيرتيج" في دلاس- تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية رأس مومياء مصرية. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال الشماع "إن رأس المومياء معروضه للبيع إلكترونيا، من خلال الموقع الإلكتروني لدار المزادات، وسيفاجأ من يشاهد الموقع، أن الصفحة المخصصة لرأس المومياء تتصدرها علامه استفهام صفراء كبيرة". وأوضح أن هذه العلامة، تعني أن "المستحوذ على الرأس عارضه للبيع، لا يريد بيعها بأعلى مبلغ استقبلته دار المزادات حتى الآن عبر موقعها الإلكتروني". واستقبلت الدار حتى الآن عدة عروض للشراء، كان أعلاها 40 ألف و 500 دولار، غير أن العارض لا يزال يراه مبلغا ضئيلا، بحسب الشماع. وأضاف الشماع "الرأس في حالة جيدة، ويوجد قطعة من اللفائف أعلاها، وقطعة في الرقبة، وتبدو بعض أسنانها واضحه". ولفت الشماع إلى أن دار المزادات أعلنت عبر الصفحة المخصصة للرأس والتي تحمل رقم " 6036 " أنها كانت بحوذة تاجر آثار من نيوجرسي بالولايات المتحدة، قبل أن تؤول ملكيتها في الستينات إلى هاوي تجميع آثار من نيويورك، ليحتفظ بها طوال هذه الفترة ثم يقرر بيعها حاليا. وترجح الدار أن تكون تلك الرأس عائدة إلى الفترة الزمنية من الدولة الحديثة حتى الدولة البطلمية. ويطالب الشماع، الحكومة المصرية بالتدخل لوقف عملية البيع، مشددا على ضرورة تدعيم الجهود الدبلوماسية في هذا المجال، بتدخل من جانب الجهات السيادية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية. وتابع، "ما المانع أن يطالب الرئيس بنفسه بحق مصر في هذه الرأس، قبل أن نفاجأ ببيعها مثل تمثال المشرف على الكتبة (سخم كا) الذي بيع في دار مزادات (كريستيز) في بريطانيا يوم 20 يوليو". ودعا الشماع إلى عدم عرض المومياوات عرضا متحفيا، وأطلق قبل عام حملة تحت عنوان "العودة للحياة الأبدية"، للمطالبة بعودة المومياوات المعروضة داخل حجرة بالمتحف المصري (وسط القاهرة) إلى مقابرها في وادي الملوك بالأقصر (جنوبا). واعتبر كاتب علم المصريات في حملته التي دشنها من خلال موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) العرض المتحفي للمومياوات إهانة للمصري القديم، فضلا عنه كونه مخالف لتعاليم الدين الإسلامي حسب رأيه.