أثارت قرارات وزارة الأوقاف المصرية الأخيرة بشأن ضوابط الاعتكاف الجديدة خلال هذا العام والتي نصت على الاعتكاف في المساجد الكبيرة فقط تحت إشراف إمام المسجد أو واعظ الأزهر، ووفقاً للمنطقة الجغرافية المحيطة بالمسجد وتحديد عدد معين للمعتكفين داخل المسجد. بعض من علماء الدين أكد أن قرار الوزارة صائب وهو أمر واجب شرعاً بينما فسره آخرون بأنه "جائز" في بعض الأمور التي منها الاعتكاف في المساجد الكبيرة في حين اعتبرها البعض الآخر مخالفة للقرآن والسنة ولا تجوز. جائزة شرعاً الشيخ محمد يوسف الجزار نقيب أئمة بنها قال، إن الرسول لما رجع من غزوة تبوك قبل أن يدخل المدينة جاءه جماعة من المنافقين وسألوه أن يأتي مسجدهم بقباء ليصلي فيه وهو (مسجد الضرار) الذي بنوه مضاهاة لمسجد قباء لإلحاق الضرر بالمسلمين وتفريق كلمتهم وجماعتهم. وكان المنافقون يجتمعون فيه ويعيبون النبي صلى الله عليه وسلم ويستهزئون به، فدعا رسول الله بقميصه ليلبسه ويأتيهم فأنزل الله عليه: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهّرِينَ} (التوبة: 107، 108)، فدعا رسول الله مالك بن الدخشم ومعن بن عدي بن عامر بن السكن ووحشيا وقال: «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه». وأضاف "نقيب بنها" في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، "أن ضوابط الاعتكاف الجديدة من شأنها الحفاظ على سلام المجتمع وأمنه فهو جائز بل وواجب مشبهاً ضوابط الاعتكاف الجديدة بمسجد "ضرار" الذي حرقة الرسول حتى تتوحد الأئمة. وأكد أن أى شيء من شانه إضرار المجتمع يجب إيقافه حتى ولو كان دينا مشيرا إلى أنه لو قام إنسان في وسط الطريق ليؤدى الصلاة وجب منعه لان الطريق ليس مكان الصلاة الدين لم يكن أبدا وسيلة ضرر للمجتمع إنما من يستغلون الدين بسوء أو حسن نية. سلاح ذو حدين الشيخ محمد جمال الداعية الأزهري أوضح أن قرار الأوقاف ديني وسياسي فمن الناحية الدينية هناك ضوابط تتفق مع الشريعة والتي منها الاعتكاف في المسجد الجامع وعدم الاعتكاف في الزوايا والبعد عن التزاحم داخل المسجد حتى لا تتعطل حركة المصلين، أما الشق السياسي في ضوابط الاعتكاف غير مقنع فتسجيل أسماء المعتكفين تحت إشراف المسجد يثير الشك، متسائلاً لمن هذه الأسماء ولماذا تحديد أماكن وعناونين المعتكفين؟ منوهاً أن الأمر قد يتعلق بأمور سياسية وأمن الدولة قد يكون له دور في هذا الأمر. مخالفة للقرآن والسنة وبدوره قال الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، إن المسلم يتعّبد في أى مكان لا نشترط علية زاوية أو مسجد كبير حتى يعتكف فيه موضحاً أن ضوابط الاعتكاف الجديدة التي وضعتها الوزارة مخالفة للشرع لأن الأمور بمقاصدها، مستشهداً بقوله "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ - سورة البقرة. وأضاف في تصريحات صحفية أن ضوابط الاعتكاف الجديدة مخالفة للقرآن والسنة، وهذا لا يمكن السكوت عنه مشيرا إلى أن عدد الجوامع في مصر لا يكفي للمصلين أو المعتكفين فلماذا نضيق عليهم.