أعرب وزير العدل الألماني هايكو ماس عن اعتقاده بأن قضية تجسس الاستخبارات الأمريكية على ألمانيا تهدد اتفاقية تحرير التجارة المزمع إبرامها بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية وفي مقابلة مع صحيفة "كولنر شتات انتسايجر" الألمانية الصادرة اليوم السبت، قال ماس:"نحتاج لمثل هذه الاتفاقية كحد أدنى من الموافقة المجتمعية في ألمانيا وهذا ما نفتقده في الوقت الراهن بسبب قضية التجسس". وأضاف الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف أن على الحكومة في واشنطن أن تتفهم هذا. وتابع ماس حديثه قائلا:"كثيرون يقولون:إذا تصرفت واشنطن في اتفاقية تحرير التجارة على نفس النحو الذي تتصرف به في أمور وكالة الأمن القومي الأمريكي "إن إس ايه" فإن من غير الممكن أن نخرج من الاتفاقية بكثير من النتائج". ورأى ماس أنه يجب تبديد هذه المخاوف لدى الناس "وذلك من خلال إجرائنا لمفاوضات تتمتع بأكبر قدر ممكن من الشفافية ومن خلال الوصول إلى نتائج جيدة لهذه المفاوضات". ولم يبد ماس تفاؤلا حيال إحياء مسار المفاوضات الخاصة بإبرام اتفاقية عدم التجسس مع واشنطن وقال إن الولاياتالمتحدة ليست مستعدة لإبرام هذه الاتفاقية "ومن ثم فلسنا في حاجة إلى الاستمرار في الحديث عنها". كانت الحكومة الألمانية طلبت أمس الأول الخميس من أعلى ممثلي الاستخبارات الأمريكية في السفارة في برلين مغادرة البلاد، وعزت الحكومة الألمانية هذه الخطوة إلى التحقيقات الجارية بشأن الاشتباه في تجسس شخصين على ألمانيا لصالح الاستخبارات الأمريكية، وأحد هذين الشخصين موظف لدى جهاز الاستخبارات الألماني "بي إن دي" فيما يعمل الآخر في وزارة الدفاع كما عزت الحكومة الألمانية قرارها إلى التحقيقات في تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على كم هائل من بيانات الاتصال في ألمانيا.