رأى مسئولون أمريكيون وعراقيون اليوم الأربعاء أن إيران تعمل حاليا على تعميق انخراطها في الأزمة العراقية حيث أرسلت ثلاث طائرات هجومية روسية الصنع إلى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي يحتمل نشرها ضد العناصر المقاتلة السنية الذين حققوا انتصارات على قوات الجيش العراقي. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير بثته اليوم على موقعها الالكتروني أن تسليم هذه الطائرات المقاتلة وهى من طراز سوخوي -25 والتي قال مسئولون أمريكيون أنها نفذت بالفعل مهمات في شمال وغرب العراق تعد احدث خطوة تتخذها إيران لمساعدة المالكي وحكومته في التصدي لمقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وتوسيع نفوذها في الوقت الذي يسعى فيه الساسة العراقيون لتشكيل حكومة جديدة. وقال مسئول أمريكي - رفض الكشف عن هويته لأنه يتناول تقارير استخباراتية - أن واحدة على الأقل من هذه الطائرات كان يقودها طيار إيراني بينما أكد مسئول عراقي بارز أن الطائرات يقودها طيارون عراقيون فقط ،مشيرا إلى أن هذه الطائرات تابعة في الأصل لسلاح الجو العراقي وتم إرسالها إلى إيران خلال حرب الخليج عام 1991 للحفاظ على سلامتها. وأضاف المسئول العراقي ، الذي رفض ذكر اسمه لأنه يتناول الاستعدادات الحربية في العراق، بأن " إيران تدرك صعوبة موقفنا ولهذا أعادت لحكومتنا بعض طائراتنا". وذكرت الصحيفة أن عملية نشر طائرات (سو -25) التي أظهرت وزارة الدفاع العراقية أنها محملة بالقنابل والذخيرة، تأتي وسط ورود تقارير تفيد بمقتل ضابط ايراني مؤخرا قرب سامراء حيث تحاول القوات العراقية الدفاع عن ضريح للشيعة هناك ضد هجوم من داعش. وعلى الرغم من قول مسئولين أمريكيين أن هذا الضابط الإيراني تابع لوحدة إيرانية لطائرات بدون طيار ولقي حتفه نتيجة هجوم بقذائف الهاون من قبل داعش ، أكد مسئولون عراقيون انه سائح ديني إيراني يعمل في صناعة الطيران في إيران. ورأت الصحيفة أن حاجة العراق للقوة الجوية أمر في غاية الوضوح لان سلاحه الجوي يتكون من عدة طائرات من طراز "سيسنا" التي تحمل صواريخ هيلفاير الأمريكية ومجموعة متنوعة من الطائرات المروحية الروسية والأمريكية التي يستخدمها الجيش العراقي خلال حربه الأخيرة مع داعش في تكريت.