زغاريد لرؤية هلال رمضان وخطاب يلقيه الزوج علي زوجته يسمي "خطاب الولاء" و وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور أهم ما يميز رمضان في تركيا . فعلى الرغم من الطابع الغربي للدولة التركية - بحكم وجودها بالقرب من بعض الدول الأوروبية - إلا أنها تتميز بتمسك أهلها بعادات وتقاليد قديمة راسخة في نفوسهم لما تمتلكه هذه الدولة الكبيرة من تاريخ كبير وحضارة عريقة. تركيا بلد الأصالة وسحر المكان من اكبر دول العالم الإسلامي، كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد على الخمسة قرون كما يوجد بها عدد كبير من المساجد والمعالم الإسلامية بجانب الأمانات النبوية المقدسة . زينة ومسك في استقبال رمضان لا يختلف رمضان بتركيا كثيرا عن أي دولة عربية أخرى حيث إنه بمجرد حلول الشهر الفضيل تنتشر اللافتات المطعمة بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بالإضافة إلي عبارات الترحيب والزينة في الشوارع والأسواق. كما اعتادت البيوت التركية علي نثر روائح المسك والعنبر وماء الورد علي مداخل الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل ابتهاجا بالشهر الكريم. وفي ليلة الثلاثين من شعبان يتطوع بعض الرجال من المشايخ لرؤية هلال رمضان وتتولى هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال شهر رمضان المبارك، كما يقوم سكان الأحياء بتسحير الناس كما تستحوذ المدافع علي أهمية كبيرة حيث تعتمد عليها الحكومة وتطلقها ثلاث مرة في اليوم: مرة للسحور، والأخرى للإمساك، والثالثة للإفطار. رائحة الشهر الكريم في اسطنبول و تتميز الاحتفالات في مدينة اسطنبول بأجواء روحانية خاصة حيث تقام احتفالية كبيرة في منطقة السلطان أحمد وهو مسجد شهير، كما يُقرأ القرآن خلال هذا الشهر يوميا في قصر (طوبقابي ) الباب العالي سابقا، وتستمر القراءة في هذا القصر دون انقطاع في ليل أو نهار وتتلألأ أنوار المساجد بكافة أنحاء تركيا والتي يصل عددها 77 ألف مسجد تقريبا. تكثر الدروس الدينية وتبدأ مع صلاة العصر وتستمر إلى قرب وقت المغرب، وترى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة بالمصلين والواعظين والمستمعين من النساء والرجال. السماء تضئ بنور المساجد تنتشر ظاهرة إنارة مآذن المساجد في تركيا فيما يعرف باسم "محيا" وهو مظهر يعبر عن فرحة الشعب بحلول الشهر الكريم والعادة مع دخول هذا الشهر أن تمد حبال بين المنارات، ويكتب عليها بالقناديل كلمات: ( بسم الله، الله محمد، حسن حسين، نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي ) وأمثال ذلك، وما يكتبونه يقرأ من الأماكن البعيدة لوضوحه وسعته . صلاة التراويح تلقي صلاة التراويح إقبالا كثيفا من فئات الشعب التركي في الجامع الكبير بأنقرة وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بالعاصمة إسطنبول ولكن يلاحظ في هذه الصلاة السرعة في أدائها، إذ لا يقرأ فيها إلا بشيء قليل من القرآن وقليل هي المساجد التي تلتزم قراءة ختمة كاملة في صلاة التراويح خلال هذا الشهر المبارك . يحرص الاتراك خلال صلاة التراويح علي الصلاة علي النبي – صلي الله عليه وسلم- بعد كل مثل : ( عز الله، وجل الله، وما في قلبي إلا الله ) كما في النصف الأول من رمضان يقولون ( مرحبا يا رمضان) وفي النصف الثاني منه (الوداع). الخرقة الشريفة كما تعد زيارة جامع الخرقة الشريفة أهم أساسيات رمضان ومن العادات الشهيرة عند الأتراك حيث يحرص الرجال والسيدات من كل أنحاء البلاد علي مشاهدة الخرقة النبوية الشريفة التي أهداها الرسول الكريم لأوس القرني وقد نقلها السلطان سليم من الحجاز لإسطنبول خلال حكمه للدولة العثمانية. معرض الكتاب نقيم تركيا كل عام في رمضان معرض للكتاب يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم ويفتح المعرض ابوابه كل يوم بعد صلاة المغرب ويستمر ختي وقت متأخر من الليل. المائدة التركية يبدأ الأتراك إفطارهم علي التمر والزيتون والجبن قبل تناول وجباتهم الرئيسية ومن أبرز الأطعمة التي تجدها علي المائدة التركية في رمضان "الشورية" إضافة الي الاكلات الخاصة بهذا الشهر الكريم مثل "البيدا" او الفطير وهو نوع من الخير يفتح الشهية وينسي تعب الصيام وكفتة داود باشا التي عرفتها الدول العربية ويتميز المطبخ التركي بأشهى أنواع الحلويات الشرقية مثل الكنافة، القطايف، البقلاوة والجلاش. موائد وموالد تنتشر موائد الخير في تركيا طوال الشهر الكريم بشكل كبير يغمر البلاد ويملأ الأجواء بمشاعر الرحمة والود والتكافل ومما يميز المسلمين في تركيا أيضا كثرة الموالد في هذا الشهر حيث يوجد في كل بيت ومسجد مولد وفي الحي الواحد الكثير منها التي تمدح النبي وما ورد في وصفه وخلقة وذكر بعض الآيات.