تسببت اللجنة الاقتصادية الألمانية-الصينية بمقترحاتها الخاصة بإنشاء صندوق للابتكار بتمويل من أموال الضرائب وانتقادها لوسائل الإعلام الألمانية في استياء من الجانب الألماني. وناشدت اللجنة المشكلة حديثا المستشارة أنجيلا ميركل خلال زيارتها للصين ورئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج إزالة العقبات التجارية والاستثمارية. ومن المقترحات المثيرة للجدل التي ناقشتها اللجنة بجانب صندوق الابتكار، تحسين المناخ للاستثمارات الصينية في ألمانيا عبر تغطية إعلامية أكثر إيجابية عن الصين في وسائل الإعلام الألمانية. وجاء في توصيات اللجنة التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الثلاثاء على نسخة منها في بكين أن من "المهام المشتركة لكل من الحكومات والشركات دعم صورة إيجابية للشركات الصينية في ألمانيا" عبر تغطية إعلامية "عادلة وصحيحة". وتأتي تلك التوصيات على خلفية انتقادات صينية لوسائل إعلام ألمانية "تكتب تقارير غير مسؤولة وغير صحيحة عن حقوق الإنسان في الصين وقضايا سياسية". وفي المقابل نفى رئيس لجنة آسيا-الباسيفك، هوبرت لاينهارد، في مؤتمر صحفي تضمن مسودة التوصيات لتلك الفقرات، إلا أن السفارة الألمانية في بكين تناقلت منذ أسبوع نسخة من المسودة تضمنت تلك الانتقادات. ولم تتضمن المذكرة النهائية للتوصيات التي رفضت اللجنة نشرها تلك الانتقادات، إلا أنها ناشدت بوجه عام تغطية إعلامية عن الشركات الصينية "بصورة محايدة وغير متحيزة". وعن اقتراح صندوق الابتكار اعترف لاينهارد أمام الصحفيين بأن تلك التوصيات "لم يتم تنسيقها مع الحكومة الألمانية". وأوضح لاينهارد أن صندوق الابتكار مجرد فكرة، مضيفا أن تمويل هذا الصندوق بأموال الضرائب أمر متروك للحكومة الألمانية. كما أوصت اللجنة الحكومة الألمانية بتعزيز التعاون بين الجامعات الألمانية والصينية "لتوفير حاضنات للابتكارات والأبحاث والتطوير". تجدر الإشارة إلى أن مثل هذا النوع من الشراكات تختص به الولايات الألمانية دون الحكومة الاتحادية. وكانت اللجنة الاقتصادية عرضت توصيات مجموعاتها الأربعة أمس الاثنين خلال جلستها الأولى في قاعة الشعب الكبرى ببكين أمام ميركل ورئيس الوزراء الصيني. وسمح لوسائل الإعلام بدخول القاعة لحضور اللقاء، إلا أنها اضطرت للمغادرة عقب دقائق قليلة. وصعدت ميركل على متن طائرتها الحكومية عائدة إلى ألمانيا اليوم.