عندما يبتسم طفل. تولد الشمس علي شفتيه. ويشعر الكون كله بالدفء. عندما يضحك صغير. تضحك معه الملائكة. أما ابتسامات وضحكات الكبار، فلا ملائكة ولا شمس ولا دفء، ولا حقيقة فيها. ابتسامات وضحكات الكبار، تخفي خلفها صقيع البرد القارس! وحتي الصغار تغيروا مع الدنيا الصعبة. كبروا قبل الأوان. والثمرة التي تلتقط قبل أوانها، تكون بلا لون ولا رائحة ولا طعم. كنا ونحن أطفالاً إذا كذبنا كذبة بيضاء، كان يكفي لكي يفضحونا، أن يقول لنا أحد الكبار: «طيب عيني في عينك كده»؟! وفي الحال نطرق برؤوسنا الصغيرة إلي الأرض، حتي لا يكتشف الكبار أننا كنا نكذب. اليوم يستطيع أي طفل أن ينافس أبرع كاتب سيناريو في اختلاق الأحداث وتلفيق الأكاذيب. إن أجمل ما في الإنسان براءته.. وإذا ضاعت البراءة، وهي غالباً تضيع مع الأيام، يفقد المرء اسمه وحقيقته وجماله. ويتحول إلي أنماط متشابهة من اللحم والعظام والتجاعيد، والأحاسيس المادية والمشاعر القاسية والكلمات المتكررة الجوفاء! لكن مازلت أرفض الاعتراف بأنني كبرت، وأحب أن أتخيل أنني مازلت نفس الطفل. وأن قلبي البريء، رغم كل ما فعلته وما فعلوه بي، مازال هو عصفور طفولتي، الذي إذا ابتسم في الشتاء. أشرقت الشمس! وما أروع أن أظل طفلاً.. وما أحلي أن أتصور أن هناك من الكبار أطفالاً مثلي، وأتمني أن أعثر علي أسمائهم. وأسجل عناوينهم، حتي نؤلف جميعاً.. «حزب العيال»!