توالى جنود ربنا جل وعلا, على الأحلاف الصليبية التي تشن حربها على العالم الإسلامي لتسحق شعوبه وتمحق هويته الإسلامية, وهي تعلن استكبارها وجبروتها على الخلق أمام صمت عالمي مطبق.
وحكومات المسلمين ومنظماتهم ومؤتمراتهم تغض طرفها عن الوقوف بوجه الهجمات الصليبية, ولم تحرك ساكناً لدفع الحراب الصهيوصليبية التي تذبح شعوبهم, وشاءت قدرة الله تعالى ومشيئته أن يسخر جنده التي لا يعلمها إلا هو, (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلاّ ذكرى للبشر) {المدثر:31}.
وقال تعالى (وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) {التوبة:26}
العالم المشارك مع الأحلاف الصليبية كله ينال اليوم الجزاء الأوفى من جنس صنيعه بالمسلمين المستضعفين الذين لا ذنب لهم إلاّ أنهم مسلمون, فما من دولة ساهمت بجيشها أو دعمها اللوجستي أو دعمها بملياراتها النفطية إلاّ وسيصيبها الحظ الأوفر من حرب جنود الله تبارك وتعالى, وتسليطه عليهم الأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم, وهذا من سنن الله تعالى في خلقه.
أعوامنا القريبة شهدت وتشهد هذه الحرب الربانية, وأولئك الجنود الذين لم تستطع أمريكا ولا أحلافها أن تتصدى لهم, أو تصنفهم في قائمة الإرهاب ومحور الشر لتوجيه حربها عليهم, لأنها لا تشكل ذرة في ميزان الله تعالى.
وإذا كان العالم يعد القرن الواحد والعشرين بأنه قرن الإنفراد الأمريكي بالعالم, فإن القراءة الشرعية والكونية ترى أن هذا القرن هو قرن الحرب الفتاكة بتسليط جنود الله تعالى, الذي بدأ بجنون البقر, والجرثومة الخبيثة, الحمى القلاعية, والأعاصير التي هزمت أمريكا شر هزيمة واستنزفتها مليارات الدولارات وأهلكت الأمريكيين ولم تستطع معالجة تداعيات الأعاصير والكوارث التي حلت بالولايات التي ضربتها, والزلازل الأرضية, وأنفلونزا الطيور, والزلزال المالي الذي لا تظهر أجهزة الإعلام حقيقة الإنهيار الاقتصادي الذي يشهده العالم, لأنها لا تتجرأ على أن تجرح شعور أمريكا, وتلك الخسائر الفادحة في الدعامات الاقتصادية للحلف الصليبي.
واليوم يعيش العالم حرب جندي رباني لا يُرى إلا بواسطة مجهر ذي مواصفات خاصة ولا يكتشف إلاّ بواسطة المختبرات الخاصة التي تملكها في العالم عشرون دولة فقط.
تكلمت أجهزة الإعلام وهي تُنْذر البشرية في عالمها كله, بظهور وباءٍ ينشره "فايروس" من سلالة جرثومية غريبة فاجأت العالم بأسره, وجعلته عاجزاً أمام هذا المخلوق الذي لا يُرى بالعين, وكيف أن أحلاف الغرب كلها وقفت عاجزةً تماماً أمام زحفه وانتشاره ومواكبة تطوراته الجينية, ثم صدرت أوامر في الخفاء لأجهزة الإعلام في عدم المبالغة بخطورة هذا الوباء, لأن العالم الغربي يعيش مأزق جرائمه وبجني ثمار تسلطه وجبروته على البشرية, فاستجابت أجهزة الإعلام سريعاً خاضعة ذليلة ولا تأبه بما يحدق بالبشرية من وباء خطير يكاد يجهز على البشرية ويستأصلها عن شأفتها.
والذي جعل من العالم يعلن عجزه أمام هذا الفايروس, أن هذه السلالة الجرثومية لديها القدرة والقابلية الذاتية على تغيير حالها جينياً من خلال عملية التبادل الجيني السريع وجمعها للصفات الجينية لفايروسات أنفلونزا (الطيور والإنسان والخنزير) مع تطورها الجيني السريع مع فايروسات أخرى, فلا يمكن أن تتمكن البشرية من إنتاج اللقاح المناسب لهذا الفايروس لأنه غير مُسَيْطرٍ عليه جينيّاً من خلال التبادل الجيني السريع بين مجموعة فيروسات لتطوير نفسه لينتج عنها فايروس جديد يجمع عوامل مشتركة بين الخنازير والطيور والإنسان وفايروسات أخرى.
واستطاع هذا الفايروس أن يحور نفسه ويغيّر حاله ليتمكن من الانتقال من إنسان إلى إنسان عن طريق الهواء والملامسة والعطاس وهذا من أخطر الأوبئة انتقالاً, بعدما كان يعيش في بيئته الخنزيرية في الجهاز التنفسي للخنزير, الذي يعد المستودع الأكبر لعدد كبير تصل إلى أكثر من (50)خمسين نوعاً من الفايروسات, وكان العالم قد حدد منها الدودة الحلزونية والدودة الشريطية الخنزيرية التي كانت تصيب عادة مربي الخنازير لتماسهم المباشر معها, وهي التي تأكل القاذورات والجيف والجرذان والفئران الميتة وهذه تحمل أفتك ألأوبئة, وهذه الديدان عندما تصيب الإنسان فإنها تطور نفسها لتخترق سائر أجهزة الإنسان وتصيبها بالتلف الكامل.
لكن الجديد الذي يجعل العالم اليوم عاجزاَ أمام هذا الفايروس الجديد (أنفلونزا الخنازير), إنه بدا ينتقل من الخنزير إلى الإنسان, وانتقاله السريع من إنسان الى إنسان, ولم يكن من قبل ينتقل من إنسان إلى آخر, حيث لم يعرف العالم ذلك ولم يعهده عبر تاريخه, وقد حدث هذا المرض من قبل في الأمريكيتين وكان ينتقل من خنزير الى إنسان فقط وعلى نطاق ضيّق, ويعد الخنزير البيئة الحاضنة له.
والمشكلة في هذا المرض أنه لا تصاب به الخنازير ولا تظهر أي أعراض بما تتوافق وأعراض هذا الوباء, إذْ أن الخنزير هو الحاضن لهذا الفايروس فقط, فلا ينفع ذبحها وتجميدها كما تفعله اليوم بعض الدول "الإسلامية" التي شاء الله أن يفضحها ويكشف إعراضها عن منهج الله تعالى, وهي تدّعي إنما تقدّمه للسياح, ويكشف الأعداد الحقيقية لحظائر الخنازير فيها, فكشفت الإحصاءات عن وجود أكثر من (خمسمائة ألف خنزير)في مصر وحدها, وفي الأردن أكثر من(مائة ألف خنزير) وفي لبنان(عشرات الآلاف) وغيرها الكثير من الدول "الإسلامية"... وعلى العالم أن يجني كوارث سكوته وصمته ومباركته وهو يغض الطرف عن جرائم أكثر من (مائتين وخمسين ألف خنزير من جيوش الاحتلال الأمريكي وشركاته الأمنية).
وفترة الحضانة لهذا الفايروس في جسم الإنسان سبعة أيام, بأعراض مرض أنفلونزا البشرية المعتادة, ولكن سرعان ما تتطور خلال ساعات إلى مرض ذات الرئة الشديد والتي تؤدي سريعاً إلى الوفاة.
وتقيم منظمة العالمية هذا الوباء وقوة انتشاره في العالم وتمثله بظاهرة رأس الجبل الجليدي, الذي لا يظهر منه إلا الرأٍس وتسعة أعشاره مخفية تحت الماء, ولا تُظهر أجهزة الإعلام اليوم الإحصاءات الحقيقية لانتشار هذا المرض, لمجهولية حدود التطور الجيني لهذا الفايروس, وعدم وجود المختبرات المتطورة المناسبة للكشف عن هذا المرض, ألتي لا توجد إلاّ في عشرين دولة فقط, وهذا ما يجعل العالم اليوم يعيش نذر وباءٍ كوني خطير يكاد أن يجتاح الأرض كلها خلال أشهر معدودة, والأحلاف الصليبية العاتية عاجزة اليوم تمام العجز من السيطرة على هذا الجندي الرباني الذي لا يرى - ترى أين قوتهم وجبروتهم التي يسحقون بها الشعوب المسلمة – ولا يمكن كشف هذا المرض من خلال الأعراض السريرية لمشابهتها إنفلونزا البشر العادية, ولا يمكن تحديدها إلاّ بالمختبرات النوعية.
والعالم اليوم في مرحلة اكتشاف (الفايروس) فقط, ليس إلا.., ولم يعرف قوة انتشاره الحقيقية ونوعية السلالات, وما هي أكثر السلالات انتشاراً, أو تحديد أكثرها إصابة للبشر, والمعجزة في هذه السلالات إنها تستطيع تصنيع لقاح يناسب ويواكب التطورات لأي لقاح ينتجه البشر ولا يمكن للعالم أن يخمن التطورات الحقيقية لهذا (الفايروس), ولكن تم تخمين "فوعة" الانتشار المتخيلة وشدة سِراية المرض لتصل إلى أقصاها, والمتوقع أنها ستصيب ثلث سكان الكرة الأرضية وهذه النسبة غير الحقيقية حتى لا يصاب العالم بالهلع والخوف إذا ما علم الإحصاءات الحقيقية والتوقعات التي يصل إليها المرض, وهو مهدد بالإصابة في حال أصبح الفايروس وباًءً حسب تقارير منظمة الصحة العالمية, ووفق المقياس الوبائي لمنظمة الصحة العالمية وصلت درجة الوباء الى "الدرجة الخامسة" المؤلف من(6) درجات معلنة حالة الطوارىء والإنذار, وتقيس المنظمة درجة انتشار الوباء وفق الأعداد التي تصاب بالمرض بفترة زمنية محددة مع سعة الانتشار في البلدان.
وأشارت التقارير الإعلامية المتابعة لهذا المرض الى سكان الأرض يتلفظون بكلمة (أنفلونزا) أكثر من (65) مليار مرة كل يوم, إذ تخرج من فم كل شخص (10 مرات) يومياً بسبب الاهتمام منقطع النظير بانتشار المرض عالمياً, وقال موقع (سي.دي.سي) الإلكتروني إن "البشرية لفظت كلمة (أنفلونزا) حوالي 1.3 تريليون مرة منذ ظهور مرض أنفلونزا الخنازير قبل حوالي أربعة أسابيع, وأضاف الموقع إن "أصل الكلمة ايطالي من "أنفلوانسيا" وتعني "غضب السماء أو التأثير السماوي", وهي مستمدة من الكلمة اللاتينية "انفلوانتيا".
ومن عظيم المعاني التي يعلّمها الله تعالى للبشرية, أنها لا بد أن تجني ثمرة إعراضها عن الله تعالى, ومهما اغترت بجبروتها وغرورها فإن الله تعالى يجعلها تذكره رغم أنفها, حيث قال ربنا:(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً(125) قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126) [طه:124-126].
وعليها أن تتلقى مهلكها يوم أهلكت الحرث والنسل وهي تطلق جيوشها المتوحشة في عالمنا الإسلامي بمجازرها وظلمها للبشرية, فقال الله تعالى (( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً)) { الكهف:59}.
وقال الله تعالى (( وكأيّن من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم )) {محمد : 13}.
واليوم.. يصل مرض إنفلونزا الخنازير إلى أمريكا ويصيب بأيام معدودة أكثر من (2700) شخص, وينتشر سريعاً في أكثر من (45) ولاية, ووصل نسبة عدد المصابين في الولاياتالأمريكية وحدها إلى نصف عدد المصابين في العالم. وشاء الله تعالى أن يصاب المسؤول الخاص لموكب حماية أقوى دولة في العصر, التي تنشر جيشها في الأرض كلها وتستعرض قوتها وتصب جرائمها على البشرية, فلم يستطع مسؤول حماية رئيس الولاياتالأمريكية أن يحمي نفسه من المرض وأن يدفع عن نفسه جندياً أصغر من ذرة ولا يُرى من جنود الله.
حيث زار المكسيك قبل أيام من ظهور المرض فأين قدرة الولاياتالمتحدة لتكشف إرهاب وقدرة هذه الجرثومة, ولكي تعلم أمريكا وأقزامها إن القدرة المهيمنة على الخلق والكون, هي قدره الله تعالى.
وطالبت منظمات صحية بتغيير اسم فايروس المرض في محاولةٍ للهروب وتغيير الحقائق وتزييفها وتم تغيير اسم الفايروس الى ( H1N1),إمعاناً منهم في الإعراض عن منهج الله تعالى وتسلطهم على عباده, وإبعاد الخنزير عن مسرح الوباء, حتى لا تكون للشريعة الإسلامية وهي تحرّم أكل الخنزير, لتعلن صلاحيتها لكل زمان ومكان, وصدق ما جاء به الإسلام, وأن أي ظلم قل أو كثر فإن الظالم لا بُد من أن يشرب من الكأس التي يسقي منها البشرية فهل سيستوعب العالم الدرس ويعرف حقيقة جند الله الذين لا يقهرون.