أكدت نتائج دراسة ألمانية حديثة نشرت الأسبوع الماضي بمجلة الفيروسات العامة أن سلالة الأنفلونزا' إتش1 إن1' المسببة لوباء إأنفلوانزا الخنازير المنتشر حاليا بين البشر قد ثبت أنها معدية للخنازير, بل أنها سريعة الانتشار بين قطعان الخنازير! فقد تمكن أستاذ الفيروسات الألماني الدكتور توماس فاليندكامب وفريقه بمعهد فريدريك لوفلر من إحداث العدوي بالسلالة المسببة للوباء الحالي في خمس خنازير. ولاحظ الباحثون كما يقول الباحث الألماني أن الفيروس تمكن خلال الأيام الأربعة التالية من الانتقال إلي3 خنازير أخري لم تكن مصابة بالعدوي من قبل, وأبدي كل الخنازير علامات إكلينيكية تؤكد الإصابة بأنفلونزا الخنزير, وهذا علي الرغم من أن المراحل المبكرة لوباء إنفلونزا الخنزير كانت قد شهدت حالة من القلق والخوف من أن يصاب البشر بالفيروس نقلا من الخنازير, إلا أن هذه النتيجة لم توثق, كما أن الخنازير والحيوانات الأخري لم يكن يشملها الانتشار الحالي لسلالة الأنفلونزا إتش1 إن1, ومع ذلك, فمع الأعداد المتزايدة من الإصابات البشرية, تصبح إصابة الخنازير بهذه السلالة البشرية أكثر احتمالا. ولذلك يجب علي حد قوله أن تحتل مكافحة انتقال العدوي من البشر إلي الخنازير أولوية قصوي من الباحثين لتجنب إصابة الخنازير بهذا الوباء. وعلي الرغم من الانتقال السريع للفيروس إلي الخنازير غير المصابة, إلا أن العدوي لم تنتقل إلي5 دجاجات تم وضعها في نفس العنبر الموجود به الخنازير. ويوضح ذلك أنه بينما يستطيع الفيروس أن يعبر من الإنسان إلي الخنازير, فإنه لا ينتقل من الخنازير إلي الدواجن. ويشير الباحثون إلي أن هذه التجربة تم إجراؤها في ظل ظروف من الاحتواء المشدد الذي ضمن أقصي شروط السلامة الحيوية لمنع أي انتقال للفيروس من الخنازير المصابة إلي غيرها. وتفسيرا لهذه النتائج, تقول الدكتورة هالة بدوي أستاذ ورئيس وحدة مكافحة العدوي بمعهد تيودور بلهارس إن جين الإنفلونزا في جميع الأجناس يتميز بأنه مقسم إلي أجزاء وليس شريطا واحدا, ولذلك يكون من السهولة تبادل هذه الأجزاء بين فيروسات الأجناس المختلفة وظهور سلالات جديدة قادرة علي عبور النوع وإصابة الإنسان, وهنا تختلف ضراوة السلالات الناتجة باختلاف الناتج الجيني. وعلي سبيل المثال, يتميز فيروس أنفلوانزا الطيور بأنه شديد الضراوة, حيث يقتل أكثر من65% من المصابين, في حين تتراوح نسبة الوفاة في إنفلوانزا الإنسان الموسمية بين1 إلي4%, ولا تزيد عن1% في أنفلوانزا الخنازير. وتكمن المشكلة الأساسية في قدرة السلالة علي عبور النوع, ولذلك تنصح الدكتورة هالة بتكثيف حملات التوعية للناس, بسرعة توجه كل من تظهر عليه العلامات الإكلينيكية من حرارة تزيد علي38 درجة مع تكسير في العظام إلي الأطباء وإبلاغ السلطات الصحية لاتخاذ اللازم نحوه, كما تنصح بتكرار غسل اليدين مع كل مصافحة أو لمس للأشياء العامة في وسائل المواصلات, وعدم العطس في الهواء, وأن يكون العطس في منديل أو ما شابه ذلك, وعلي مسافة لا تقل عن متر من الغير, لأن الفيروس ينتقل عبر الهواء للمحيطين, وتحمل العطسة الواحدة20 ألف فيروس يمكنها أن تنقل العدوي إلي العشرات.