أعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، العفو العام عن العشائر والأفراد المتورطين في قتال الدولة، باستثناء "الملطخة أيديهم بالدماء"، فيما حذر "الشعب الكردي من خطورة فكرة الانفصال وتقرير المصير". وقال المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة، اليوم الأربعاء، إن "القوات الأمنية تستعيد جميع المناطق التي استحوذ عليها عناصر تنظيم داعش الإرهابي". وأضاف المالكي أن "عملية التطوع لم تقتصر على جهة معينة بل إن المتطوعين من جميع المحافظات وأن هناك إقبال للتطوع من محافظة الانبار(غرب)، وصلاح الدين والموصل(شمال) لقتال داعش". وتابع "بهذه المناسبة أعلن العفو العام عن جميع العشائر والأفراد المغرر بهم الذين قاتلوا الدولة، باستثناء الملطخة أيديهم بالدماء، لأن ولي الدم هو المسؤول عن أمره". وفي تعقيبه على إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا، قال المالكي إن "ذلك بمثابة رسالة لدول المنطقة بأنكم أصبحتم في الدائرة الحمراء". وأوضح أن "المادة 140 من الدستور العراقي لم تنته بعد"، واعتبر أن "تصرف إقليم كردستان (إقليم شمال العراق) في الأحداث الأخيرة كان غير مقبول". وحذر "الشعب الكردي من خطورة فكرة الانفصال وتقرير المصير"، وأشار إلى أن "جميع القوات العسكرية ستعود إلى مواقعها بعد انتهاء الأزمة". وكان رئيس إقليم شمال العراق "مسعود بارزاني"، أعلن قبل عدة أيام أنهم سيجرون استفتاء في "كركوك"، والمناطق المضطربة الأخرى، لتحديد إن كانوا يرغبون في الانضمام إلى الإقليم من عدمه، وأن الاستفتاء كان يجب أن يجري عام (2007)، وفق المادة (140) من الدستور العراقي. وتنص المادة 140 على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك (شمال) والمناطق المتنازع عليها في المحافظات الأخرى، مثل نينوى (شمال) وديالى (شمال)، وحددت مدة زمنية انتهت في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2007، لتنفيذ كل ما تتضمنه هذه المادة من إجراءات، فيما أعطت لأبناء تلك المناطق حرية تقرير مصيرها سواء ببقائها وحدة إدارية مستقلة أو إلحاقها بإقليم كردستان عبر تنظيم استفتاء. وحول جلسة البرلمان الأولى أشار إلى "ما حدث في جلسة البرلمان الأولى هو ضعف سيتم تجاوزه في الجلسة القادمة"، ولفت إلى "ضرورة تطبيق الآليات الدستورية في اختيار رئيسي الحكومة والبرلمان". وأعلن أبو محمد العدناني، الناطق باسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ما يعرف ب(داعش)، الأحد الماضي، عن تأسيس "دولة الخلافة"، في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين" بعد مبايعته من قبل مجلس شورى التنظيم، وذلك بحسب تسجيل صوتي منسوب له بثته مواقع جهادية. ودعا العدناني باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم لبيعة "الدولة الإسلامية" بعد شطب اسم العراق والشام من اسمها. ومنذ 10 يونيو/حزيران الماضي، تسيطر قوى سنية عراقية يتصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة الموصل بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها وترك أسلحته، وتكرر الأمر في مناطق أخرى بمحافظتي صلاح الدين (شمال)، وديالى (شرق)، مثلما حصل في محافظة الأنبار قبل أشهر. ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك الجماعات ب"الإرهابية المتطرفة"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.