هي ابنة الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، وقد ولدت قبل البعث بخمس سنوات، وتزوجت من الصحابي الجليل خنيس بن حذافة وهو من أصحاب الهجرتين إلى الحبشة والمدينة المنورة، وشارك في غزوتي بدر وأحد التي أصيب فها بجراح أدت إلى وفاته. ترملت حفصة وتألم أبوها لها وأخذ يفكر في حالها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى رفيق رحلته أبو بكر الصديق برغبته في خطبتها، وبعدها عرض رسول الله على الفاروق عمر بن الخطاب أن يزوجه حفصة وتم الزواج عام ثلاثة من الهجرة ومسح عن حفصة آثار الترمل وكان عمرها حينئذ عشرين عاما. وحفصة هي ثالث الزوجات في بيت النبي بعد سودة وعائشة، ثم تزوج الرسول من أخريات مثل زينب وأم سلمة وجويرية وصفية. بشر جبريل عليه السلام رسول الله بأن حفصة في الجنة، أخذت اهتمامها بكتاب الله وتلاوته وتدبره والتأمل في معانيه، حيث روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: "لما أمرني أبو بكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما توفي أبو بكر رضي الله عنه كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده فلما استشهد عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها، فسألها أن تعطيه الصحيفة و حلف ليردنها إليها، فأعطته، فعرض المصحف عليها، فردها إليها، وطابت نفسه، وأمر الناس فكتبوا المصاحف". فهي حفصة حافظة الأمانة الغالية وصاحبة الجميل في جمع المصحف الشريف، واستمرت بقية حياتها عاكفة على العبادة حتى وافتها المنية في بدايات عهد معاوية بن أبي سفيان، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا.