ضعف الإقراض المصرفي يعوق الإنتاج ممدوح الولي أشار التوزيع النسبي لأصول البنوك المصرية بنهاية فبراير الماضي إلي اتجاه نسبة36,2% من أموال البنوك الي الاقراض سواء للحكومة او للقطاع الخاص, بينما اتجهت نسبة أكبر من أصول البنوك بلغت38,6% الي الايداع كأرصدة لدي بنوك محلية وبنوك أخري خارج البلاد. فمنذ أزمة نواب القروض ونشاط الاقراض في تقلص مستمر. ففي يونيو2000 كانت نسبة القروض الي إجمالي أصول البنوك69,8% ثم اتجهت النسبة الي الانخفاض طوال السنوات التالية حتي بلغت36,2% في فبراير الماضي مع الأخذ في الاعتبار أن تلك النسبة تتضمن قروضا من البنوك للحكومة نسبتها8% من أصول البنوك. والغريب أن نصيب الحكومة من أصول البنوك مابين القروض وشراء أذون الخزانة الحكومية والسندات الحكومية يصل الي أكثر من23% من أصولها مقابل نسبة28% من أصولها للقروض لغير الحكومة. وهكذا تزاحم الحكومة القطاع الخاص في الاقتراض من البنوك برغم أنها تقترض أيضا من البنك المركزي ومن بنك الاستثمار القومي الي جانب الاقتراض الخارجي. ولقد ارتفعت نسبة الأرصدة لدي البنوك قياسا الي اجمالي أصولها من نسبة17,4% عام1999 مواصلة الصعود خلال السنوات التالية لتصل الي38,6% في فبراير الماضي, وفي العام الممتد مابين فبراير من العام الحالي والعام الماضي, فقد بلغت الزيادة في أرصدة الاقراض بالبنوك45 مليار جنيه, بينما كانت الزيادة في الأرصدة لدي البنوك141 مليار جنيه, أي قدر زيادة القروض ثلاث مرات. وإذا كان نصيب القروض من أصول البنوك قد بلغ متوسطه37% خلال العام الماضي فإن النسبة تتدني في بنوك عديدة, خاصة البنوك الأجنبية, حيث بلغت النسبة14% فقط في أحد البنوك الفرنسية وأقل من22% في بنك فرنسي آخر و23% في بنك بحريني و24% في بنك إماراتي وآخر مصري و27% في بنك ايطالي. وعلي الجانب الآخر فقد ارتفعت نسبة الأرصدة لدي بنوك بالخارج حتي بلغت أكثر من24% من أصول أحد البنوك الفرنسية و16% لدي أحد البنوك البريطانية. وعندما يذكر مسئولو البنوك أن معدل نمو القروض بالبنوك قد زاد بنسبة11% خلال العام الماضي. فإن الرقم لايعبر عن حالة الاقراض الواقعية. فهذه النسبة لنمو القروض جاءت كمتوسط لنمو قروض البنوك للحكومة بنسبة34,4% ونمو القروض لغير الحكومة بنسبة9,3%.. وداخل القروض لغير الحكومة نجد أن نسبة نمو القروض بالجنيه والتي يتعامل بها غالبية المصريين كانت4,5% فقط. بينما كانت نسبة نمو القروض بالعملات الأجنبية وهي القروض التي يحصل عليها كبار رجال الأعمال23%. وبالعودة الي معدلات نمو القروض لقطاعات النشاط الاقتصادي نجد أن أرصدة قروض قطاع الصناعة متضمنة الفائدة قد تراجعت بنسبة4,5%. ونفس الأمر لقروض قطاع التجارة بالجنيه متضمنة الفوائد التي تراجعت بنسبة2,7%. والغريب أن أرصدة القروض لقطاع الصناعة بالجنيه كانت تبلغ في يونيو2005 نحو77,4 مليار جنيه. في حين بلغت أرصدتها بنهاية العام الماضي أقل من70 مليار جنيه. برغم تضمنها احتساب فوائد علي الأرصدة القديمة للقروض خلال العامين ونصف العام. والحقيقة أن معدلات نمو القروض خلال السنوات الثماني الماضية بالجنيه كانت سلبية. بمعني أن قيمة الزيادة في القروض تقل عن معدل الفائدة عليها, فإذا كان معدل نمو القروض بالجنيه لغير الحكومة قد بلغ4,5% بنهاية العام الماضي بزيادة بلغت10,65 مليار جنيه متضمنة الفائدة. فإن قيمة الفائدة لأرصدة قروض العام الأسبق قد بلغت وحدها28,45 مليار جنيه. وهو مايعني أن قيمة الفائدة أكبر من الزيادة بالقروض وبما يشير لتراجع حقيقي لأرصدة القروض بالجنيه بنسبة7,5%., وفي ظل أزمة الغذاء التي يواجهها المجتمع فلابد من أن تأخذ الزراعة خطا أكبر من قروض البنوك وهي دعوة حالية تتبناها المؤسسات الدولية في أنحاء العالم. ففي نهاية العام الماضي بلغت أرصدة قروض البنوك للزراعة6,67 مليار جنيه تمثل نسبة أقل من2% من إجمالي قروض البنوك. وإلي جانب توفير القروض الصغيرة والمتوسطة فإن البنوك مطالبة كذلك بتخصيص نسبة من قروضها للإقراض متناهي الصغر الذي ثبت عمليا أن نسب السداد به تتخطي نسبة98%. وفي تخصيص نسبة1% من قروضها للاقراض متناهي الصغر يعني ذلك3,85 مليار جنيه. وإذا كان البنك المركزي يتجه لسحب السيولة من السوق لمكافحة التضخم فإن توجيه القروض للمنتجين يزيد من المعروض من السلع والخدمات مما يسهم في مواجهة التضخم, خاصة أن القروض الاستهلاكية تشكل جانبا كبيرا من قروض البنوك حاليا لدرجة تخصص بعض البنوك بها, إلا أن ضعف الافصاح يحول دون التحديد الدقيق لحجمها. وياليت الجهات الرقابية تقوم بنشر بيانات القروض حسب المناطق الجغرافية وحسب الأنشطة المختلفة ومقدار القروض الجديدة الممنوحة مع فصلها عن زيادة القروض نتيجة تراكم الفوائد. حتي تتبين الصورة الحقيقية للنشاط الاقراضي للبنوك بدلا من الصورة الغامضة الحالية. عن صحيفة الاهرام المصرية 7/5/2008