بارقة الأمل الأخير التي طغت على المشهد العام في كوت ديفوار، قبل انطلاق مباراة الأفيال ضدّ اليونان، مساء أمس الثلاثاء، سرعان ما تلاشت، لتفسح المجال لخيبة أمل واسعة، بعد خروج المنتخب الإيفواري من مونديال البرازيل. تجلي ذلك في ردود أفعال رصدها مراسل الأناضول، خلال جولة قام بها في كبرى المدن الإيفوارية مثل أبيدجان، وياموسوكرو (وسط) وبواكي (وسط). هزيمة بنتيجة هدفين لواحد أمام اليونان أقصت الأفيال من المونديال، وأرغمت عشّاق كرة القدم في كوت ديفوار على إلغاء "احتفالات" كانت مبرمجة في حال تأهّل فريقهم للدور ثمن النهائي.. خيبة لم تترك أمامهم من خيار سوى العودة لمنازلهم والانزواء بين جدرانها. في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، ذهب شقّ من المشجّعين ممّن يدعمون الخرافات، إلى أنّ اللعنة التي نزلت بجيل دروغبا هي ما تسبّب في هزيمة فريقه. وقال "مارسيال" وهو سائق التقاه مراسل الأناضول في شوارع حي "يوبون": "الأمر مؤسف بالنسبة لجيل دروغبا، إنّه ملعون"، منتقدا، في الآن نفسه، استبدال كلا من دروغبا وجيرفينو، قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، من قبل صبري اللموشي مدرّب الفريق. وفي مدينة "بواكي" الواقعة على بعد 367 كيلومتر شمال غرب أبيدجان، سادت خيبة الأمل نفسها على المشهد العام.. فبعد ساعات قليلة من صافرة نهاية المباراة مع اليونان، اكتست الوجوه مسحة من الوجوم، غدت معها الكلمات عاجزة عن التعبير.. البعض القليل ممّن تمكّن من الكلام، انتقدوا الحكم "كارلوس فيرا"، ونسبوا إليه مسؤولية حرمان الفيلة من التأهّل للدور لثمن نهائي مونديال البرازيل. أحد سكان حي "كوكو" يدعى "حبيب"، قال في اتصال أجراه معه مراسل الأناضول: "الحكم الاكوادوري هو من ساعد اليونان على التأهّل، وضربة الجزاء التي منحها، قبل 30 ثانية من نهاية المباراة، لليونان غير موجودة بالمرّة". وفي العاصمة السياسية الإيفوارية "ياموسوكرو"، قال أنصار المنتخب الإيفواري أنّهم توقّعوا المصير السيء للأفيال منذ انطلاق المباراة، وذلك بسبب "القميص الأخضر" الذي ارتداه اللاعبون. وتعقيبا على الموضوع، أوضح "كواديو إيميلي"، أحد عشاق الأفيال، في تصريح للأناضول "كنت أعرف مسبقا أننا سنهزم، طالما أنّ اللاعبين ارتدوا القميص الأخضر، والذي لم يجلب لنا الحظّ أبدا". من جانبه، رأى"سيلفين آيمي" (مشجّع آخر للأفيال) أنّ "الأفيال "منحت" اليونان النصر، لأنّ الأخيرة كانت في متناول اللاعبين الإيفواريين". وأنهى المنتخب الإيفواري الجولة الأولى من مونديال الرازيل، ضمن المجموعة الثالثة، بفوز وحيد وهزيمتين، آخرها كانت البارحة أمام اليونان (1-2). حصيلة كلّفت الأفيال الكثير، خصوصا بعد إعلان مدرّبه صبري اللموشي، البارحة في مؤتمر صحفي عقب المباراة، استقالته من مهام الإشراف على الفريق، والتي تولاّها منذ سنة 2012.