خالد إمام حددت كلمة الرئيس حسني مبارك أمس في ختام المؤتمر العام التاسع للحزب الوطني معالم الطريق سواء في الإصلاح أو التنمية أو دور الحزب والحكومة لتحقيق ذلك. تضمنت الكلمة حقائق ورسائل وتوجيهات محددة.. وهي تعتبر وثيقة تاريخية ومنهاج عمل للحاضر والمستقبل. ولأن المقام يضيق لسرد كل ما تضمنته الكلمة.. فسوف أكتفي هنا بالتطرق إلي أبرز نقاطها: * أن المؤتمر أثبت بما لا يدع مجالاً لأي شك أن الحزب مرتبط بقضايا الوطن وأولوياته وشواغل شعبه وتطلعات أبنائه إضافة إلي وضوح الرؤية لمصر الحاضر والمستقبل. الدليل علي ذلك أن المؤتمر ناقش في شجاعة كل ما يئن منه المواطن بل وأعلنه علي الملأ سواء البطالة والرعاية الصحية والتعليم ومشاكل الفلاحين والدعم والخدمات بوجه عام والصرف الصحي والمياه والفقر.. لقد حدد الداء والدواء في ذات الوقت. طالب الحزب والحكومة بخطوات جديدة تجذب المزيد من الاستثمارات لمحافظات الصعيد وتتيح فرص العمل لأبنائه ودعم قطاع الزراعة. لقد أكد الرئيس ضرورة التوسع في حزمة الحوافز الحالية للاستثمار وبحوافز إضافية.. والإسراع في إقامة مشروعات البنية الأساسية الجاذبة للمستثمرين.. وأشار إلي أن ما أتيح من فرص عمل حتي الآن انحصر أغلبه في قطاعي الصناعة والخدمات ومن هنا.. فلابد من تدعيم قطاع الزراعة لخلق المزيد من فرص العمل. إن حكومة الحزب ماضية في توفير الحماية الاجتماعية للفقراء ومحدودي الدخل .. وسوف تنتهي من توسيع شبكة الضمان الاجتماعي لتشمل مليون أسرة قبل نهاية هذا العام وضرورة توسيع هذه الشبكة إلي ضعف العدد خلال 3 سنوات. وأعتقد أن هذا ما استهدفه المؤتمر ككل بالاهتمام بمحدودي الدخل والفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً وضرورة أن يشعر هؤلاء بنتائج السياسات الاقتصادية والخدمية. المطالبة بسرعة الانتهاء من دراسة متكاملة لقضية الدعم تعيد تعريف مستحقيه وتصل به إليهم وتعيد ترتيب أولوياته ومنظومته بأدوات وأفكار جديدة تضمن وصوله فقط لمن يستحق وتتيح بديلاً عملياً لما يمثله من ضغوط متزايدة علي موازنة الدولة. وقضية الدعم من أهم وأخطر القضايا التي طرحت في المؤتمر.. فقد وصل إلي 100 مليار جنيه ويحصل عليه المستحق وغير المستحق وفي هذا ظلم للمستحقين وللدولة. لذلك.. كان توجيه الرئيس أن يشارك في هذه الدراسة مختلف كوادر الحزب ووحداته علي مستوي القاعدة. إن لدينا برنامجين طموحين.. الأول لتطوير خدمات الرعاية الصحية ونظام التأمين الصحي والثاني لتطوير التعليم. لذلك طالب الرئيس الحكومة بالانتهاء من برنامج الخدمات الصحية الأولية بإنشاء وتجهيز 750 وحدة صحية ريفية في 16 محافظة قبل نهاية يونيو القادم والتوسع في تنفيذ نظام القوافل العلاجية لتقديم الرعاية الصحية والدواء بالمجان للمواطنين في مختلف المحافظات. كما طالب الحكومة بسرعة استكمال إنشاء الاكاديمية المهنية للمعلمين خلال العام القادم في إطار تعديل قانون التعليم الخاص بكادر المعلمين وإعطاء التعليم الفني وتطويره أولوية خاصة. البرنامجان في غاية الأهمية لكافة المواطنين بمختلف طبقاتهم خصوصاً محدودي الدخل والفقراء. الدعوة لحوار مجتمعي يتناول كافة أبعاد قضية السكان والدور الضروري المطلوب علي مستوي المحليات والمحافظات. لقد حذر الرئيس مبارك مراراً وتكراراً من تداعيات هذه القضية.. ولم يخل خطاب له في أي مناسبة من ذكرها والتنبيه لمخاطرها علي كافة الخدمات المقدمة للمواطن. وبطبيعة الحال.. كان لابد أن تشغل هذه القضية حيزاً ملموساً في المؤتمر لمناقشة انعكاساتها علي الحاضر والمستقبل. لذلك.. لم يجد الرئيس مفراً من وضع المجتمع كله أمام مسئولياته ليتحاور ويخرج بتوصيات وحلول لتلك المشكلة المزمنة والتي تزداد تعقيداً عاماً بعد آخر خاصة وأننا نزيد بمقدار 3.1 مليون نسمة سنوياً. لقد كان المؤتمر ناجحاً ومثمراً بحق.. إعداداً وقضايا ومناقشات ونتائج وتوصيات. إن تطوير الحزب تحقق من خلال حلقات متواصلة امتدت علي مدي 5 سنوات وطالت كافة أجهزته وهياكله التنظيمية علي مختلف المستويات مما يؤكد أنه لم ولن يكون أسيراً لقوالب جامدة عفا عليها الزمن.. واقتناعاً بأنه لن يستطيع أن يصنع الغد بأفكار الأمس أو بالانكفاء علي الذات. إنه حزب كل المصريين.. شغله الشاغل المواطن خاصة البسيط بكل ما يحمل من آمال وآلام وطموحات واحتياجات. المواطن.. هو قضية الحزب الأولي والثانية والثالثة وأي أرقام أخري.. ومناقشات ونتائج المؤتمر العام التاسع خير شاهد. عن صحيفة المساء المصرية 7/11/2007