ارتفاع تكلفة النشر وإخلال الدور ببنود العقود والتجاهل أبرز مشكلات الكاتبات مبدعات: التكريم يوم "عيد" وشعرنا بأننا "أميرات" ونطالب أن يصبح تقليداً سنوياً المصادفة والمرسي: التواصل بين الأجيال مهم وهذا الزخم ينبئ بالكثير كرّم بيت السناري أمس السبت أكثر من مائة قلم نسائي خلال حفل "تكريم الكاتبات المصريات"، وذلك بالتعاون مع قناة أم الدنيا، ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، وبوك هاوس للإعلام والنشر، وحركة ثقافة بلا حدود، ودار ليان ودار نون للنشر والتوزيع. ويأتي التكريم كنوع من حث الكاتبات المصريات على الإبداع، كما صرح الكاتب الصحفي فتحي المزين صاحب فكرة الحدث أنه قد يختلف أو يتفق البعض في المسمي الأدبي للأدب النسوي، ولكن الجميع يتفق علي أنه بحاجة إلي الدعم وإلقاء الضوء عليه، ولعل المشاركة القوية للمرأة المصرية في انتخابات الرئاسة المصرية هي خير دليل علي قوة المرأة في تكوين الوعي المجتمعي للوطن. وأكد المزين في كلمته بالحفل على أن هناك أقلام نسائية مبدعة لكنها لا تأخذ حقها جيداً في الشهرة أو الجوائز، لذلك جاء التكريم اليوم، لنقول لهن "شكراً"، لأنكم تكتبون لنا وعنا، لافتاً إلى أن تواجد مبدعات كبار اليوم يعد خير داعم للمواهب الشابة، ومن ثم جاء الحفل ليعد تحرك نشيط من أجل الالتفاف حول الكتابة النسوية، وهو الأمر الذي أبهج المبدعات فحضروا من كل محافظات مصر. وأعلن المزين عن إعدد دليل الكاتبات المصريات 2014 – 2015، لتوثيق إبداع هؤلاء المبدعات، وتم إتاحة أربعة شهور كاملة للتسجيل. من جانبها قالت الشاعرة هبة الشرقاوي صاحبة دار "روعة" أن الحفل متميز، متمنية النجاح والتألق للمبدعات المصريات، وأن يسلط الضوء بشكل أكبر على النساء، اللائي أصبحن يزاحمن الرجل حتى في كتابات الرعب. وقال عماد حمدي نائب رئيس قناة "أم الدنيا" أحد رعاة التكريم، أن الحفل أمسية وفاء للمبدعات، لافتاً إلى أن المرأة تشارك الرجل في ساحات الإبداع، لكنها تتفوق عليه بكونها زوجة وأم، فهي تتحمل الجانب التربوي، فالأم المبدعة والثقفة ستنشئ جيلاً واعياً وهو ما نحتاجه الآن، متمنياً على الأم المثقفة ألا تتوقف عن الإبداع. أما الشاعر السعودي طلال الشاعر فاكتفى بترديد أبيات في حب مصر جاء فيها: قالوا لي مصر/ قلت آه من حب مصر/ كل شعوب الدنيا دي/ عاشقين لتراب مصر/ الحضارة 7 آلاف/ هم بنوها باحتراف. وفي وسط أجواء الاحتفال والتكريم، تجول "محيط" للحديث مع المبدعات، وتوقفنا أمام حضورالناقدة والروائية والمترجمة د.سهير المصادفة، التي أكدت على تفاؤلها وسعادتها بهذا الحفل، لافتة إلى أن دور المبدعات المتحققات هو مساعدة الشباب ودعمهن. وأشارت إلى ضرورة أن يقرأ أعمالها المبدعات الشابات، وأن يقرأن كذلك 150 عنوان خرجوا عن سلسلة الجوائز التي أشاد بها الجميع، وأن يقف وراء ال150 مبدعة كل المؤسسات الثقافية والإعلامية، بما فيها وزارات الثقافة والتعليم والإعلام، لدعم الكتاب وصناعته. وأكدت على أن كلمة "كاتبة" هي كلمة كبيرة تحتاج إلى جهد ومزيد من التحقق، مشيرة إلى أن "100" كاتبة إذا خرج منهن 10 كاتبات حقيقيات فهو نصر للكتابة، قائلة: هذا الزخم لا يقلقي"، فالكاتبات سيصبحن قارئات محترفات، مثقفات لديهن المقدرة على الإضافة لأي مجال يعملن به، حتى لو كن ربات منزل يربين أجيالاً قادمة. من جانبها قالت الشاعرة فاطمة المرسي ل"محيط" أنها سعيدة لأن التكريم شمل كافة الأعمار، مؤكدة أن النساء المبدعات مظلومات، فالإعلام لا يزال يتجاهلهم، ولازلنا في مجتمع ذكوري يستنكر على المرأة الإبداع. تتابع: لمست ذلك بنفسي حين حصلت على جائزة معرض الكتاب العام الماضي، فقد هوجمت بشدة، لمزاحمتي للرجال في جوائزهم، معتبرة يوم تكريم المبدعات لفتة كريمة من القائمين على الفكرة لاهتمامهم بالعنصر النسائي في الإبداع، ويترك مجالاً لتعرف الوجوه النسائية على بعضهن. من جانبها وصفت الشاعرة الشابة هبة درويش يوم الحفل بأنه "عيد"، مطالبة أن يكون يوم 21 يونيو عيد سنوي لتكريم المرأة المبدعة في مصر، فالتكريم يعد حافزاً قوياً للكاتبات من أجل الإبداع والعطاء، ورسلة للكاتبات بأن مجهوداتهن لليست ضائعة وهناك من يقرأنا ويسمعنا. وقالت درويش التي لها عدة إبداعات ، فهي صاحبة ديواني "جالي خاطر أكتب خواطر"، و"مين اللي قال انك تكية"، ومجموعة قصصية للأطفال تنفذ منها حالياً فيلم 3D أن الشباب يعانين من النشر، فدور النشر تصور لنا في لبدية أن الأمر سهل وهين، لكننا سرعن ما نصطدم بالحقيقة، فليس هناك توزيع جيد للكتاب من قبل الدار، حتى في معرض الكتاب، وكذلك الإخلال ببنود العقود، لذلك تطالب هبة درويش بوجود رقابة على دور النشر من وزارة الثقافة. من جانبها وصفت الكاتبة حنان عبدالفتاح صاحبة مدونة "شمس النهار"، التجمع بأنه "طلقة" في وجه المجتمع الذكوري، الذي يهمش المرأة، وحين يكرم الكاتبات فإن الأمر يقتصر على المشهورات منهن فقط، ولأول رة يتم الالتفات إلى الكاتبات الشابات، وعلى غير العادة يتم تكريم غير المشهورين. واعتبرت الكاتبة محجوبة محمد أن حفل التكريم أشعر المبدعات وكأنهن "أميرات"، فهذا أول حدث يهتم بالمرأة الأديبة، ولمصر الريادة في ذلك، فهناك دول عربية تمنع النساء من النشر فليجأن إلى دول أرى ليتمكنّ من النشر هناك. أما عن مشكلات الشباب مع دور النشر، قالت محجوبة أن النشر يتم على حساب المبدع وتكلفته الخاصة، ولا أحد يدعم الشباب، والنشر تكلفته لا تقل عن 3 آلاف جنيه، خاصة أنه بلا مردود أو عائد. كذلك هناك تمييز بين المشهورين والشباب، والمبدع المتحقق لا يتواصل مع الجيل الصاعد، فهناك فجوة بينهم، قائلة: "رغم أن الجيل الجديد قد يكتب بشكل أكثر إبداعاً من الأجيال السابقة". وقالت الكاتبة سماح أبو العلا، أن معظم الكاتبات المشاركات في الحفل لهن كتب مشتركة، مع كتب مستقلة، لافتة إلى أنها شاركت من قبل في ستة كتب مع مجموعة شباب، ولها كتاب مستقل تحت الطبع بعنوان "لذة مؤلمة"، وهي مجموعة قصصية تتحدث عن العنوسة، والتحرش داخلل المنزل، وزنا المحارم. لافتة إلى أنها اختارت التحدث عن التحرش داخل المنزل بالفتاة، من قبل الأخ أو الأب أو الخال أو العم، لأن النسبة كبيرة تتجاوز على حد قولها 50 %، لذلك آثرت أن تكتب عن المسكوت عنه، ليتم تعديل القانون واستحداث قانون جديد خاص بالتحرش داخل المنزل. وأشارت إلى أن حفل التكريم لفتة كريمة، لمساندة الشباب، في ظل وسط أدبي يسوده الشللية والصراعات، مؤكدة أن الحفل يعطي للمبدعات أمل. وقالت الكاتبة عفاف حمدي صاحبة المجموعة القصصية "عفواً لقد نفد صبري"، أنها لجأت لكتابة القصة القصيرة رغم صعوبتها، لأن الشباب الآن أصبحوا يفضلون الأعمال القصيرة المكثفة، وليست الروايات الطويلة، مؤكدة أن أهم عقبة تواجهها مع دور النشر هي ارتفاع أسعار النشر، ومن ثم جاء الحفل دعوة للتحفيز على الإبداع والكتابة. تواصل: وجاء كذلك ليؤكد لنا في رسالة أن لنا قيمة، وأن هناك من يقرأنا ويعرفنا. من جانبها قالت الكاتبة د.نوران فؤاد، أنها رغم تكريمها مؤخراً من 4 جهات مختلفة، إلا أن هذا الحفل بالنسبة لها كما تقول مختلف، لأنها تجلس وسط أجيال مما يشعرها بالامتداد والتواصل، وأن هناك من يكمل المسيرة. وقالت أن لها تحت الطبع متوالية قصصية بعنوان "شذا المحبة"، تناقش الحب بعد ثورتين، وأحد المتواليات عن خالد سعيد.