سراييفر: أحيا الآلاف في البوسنة، يوم الاثنين، الذكرى السادسة عشر لمجزرة «سريبرينيتسا» التي نفذها صرب البوسنة عام 1995، وأسفرت عن مقتل ثمانية آلاف مسلم. وتجمع قرابة 20 ألف شخص في مقرة «بوتوكاري» التذكارية قرب قرية «سريبرينيتسا» شرق البوسنة بصحبة عائلات الضحايا، لإحياء ذكرى المجزرة المروعة التي اعتبرت من أفظع المجازر في تاريخ أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية. وألقى بكر عزت بيغوفيتش، العضو المسلم في المجلس الرئاسي الثلاثي للبوسنة كلمة قال فيها: "لا توجد كلمات لوصف هذا الشر المجنون الذي لا يحتمل أي تفسير، وكراهية بلا حدود تجاه أشخاص كل ذنبهم أنهم مسلمون". وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية: "قد تندمل الجروح بمرور الوقت، ولكن ليس جرح سريبرينيتسا". وخلال مراسم أحياء ذكرى المجزرة دفن رفات 613 من ضحاياها الذين عثر على رفاتهم في مقبرة جماعية وتم تحديد هوياتهم قبل سنة. ودفنت في الموقع من قبل رفات 4524 من الضحايا الذي قتلوا في يوليو / تموز 1995 خلال بضعة أيام في أبشع عملية قتل جماعي في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقال عزت بيغوفيتش إن البلقان بات لديها قادة "مستعدون لمواجهة الماضي"، مرحبا بوفاء الرئيس الصربي بوريس تاديتش بوعده بتوقيف راتكو ملاديتش الزعيم العسكري لصرب البوسنة آنذاك والذي سيمثل قريباً أمام محكمة الجزاء الدولية لمحاكمته بتهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب. وقال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في بيان نشرته سفارة بلاده في سراييفو، "رغم أن المحاكمة لن تعوض الحداد الذي لا يزالون يعيشونه لما فقدوه، آمل أن يمثل توقيف ملاديتش منعطفا لكل دول غرب البلقان وبداية صفحة جديدة من التعاون والانسجام والتقدم". ومن جانبه قال الرئيس الكرواتي ايفو جوزيبوفيتش: "قبل 16 عاما، ارتكبت إبادة في سريبرينيتسا (..) جريمة لم تكن أوروبا تظن أنها يمكن أن تحدث فوق أرضها بعد فظاعات الحرب العالمية الثانية". وحذر السفير الأمريكي في سراييفو باتريك مون، من أي محاولة لإنكار المجزرة في إشارة منه إلى سعي بعض المسؤولين الصرب البوسنيين بالتشكيك باستعمال كلمة «ابادة» لوصف ما حدث.وقال "في كل مرة ينكرون ما حصل، يعيقون التقدم نحو العدالة والصفح والمصالحة".