شهد التعاون الزراعي بين مصر والعالم الخارجي نموا مضطردا بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، رغم التحديات الأمنية التي أفرزتها الثورتان، حيث حرصت مصر على توثيق الصلات والروابط الدولية والإقليمية وتبادل الخبرات والزيارات والمشاركة في المنتديات والحوارات الهامة، لما فيه خدمة وتنمية هذا القطاع الحيوي الذي يمثل حجر الزاوية في تحقيق التنمية الشاملة. وعلى الصعيد الإقليمي أكد الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في تصريح له اليوم الجمعة، على أهمية التعاون مع إفريقيا باعتبارها تمثل العمق الاستراتيجي لمصر. وفى إطار المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مزرعة مشتركة بدولة مالي وأخرى في مجال التعاون الفني الزراعي بكل من دولة تشاد وغينيا الاستوائية، وتم اتخاذ الإجراءات الخاصة بتوقيع مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع تدريب وتطبيق الميكنة للمزارع الصغير وتم تدريب 25 متدربا من دولة كينيا بالمركز ويتم اتخاذ إجراءات سفر وفد من قطاع الزراعة الآلية إلى تنزانيا للتوقيع على مذكرة تفاهم مع تنزانيا لمشروع تدريب وتطبيق الميكنة للمزارع الصغير لتدريب 30 متدربا من تنزانيا وإنشاء مزرعة نموذجية مشتركة بدولة إثيوبيا بمنطقة غفار. وأشار وزير الزراعة إلى أن هناك 3 مزارع مشتركة نموذجية أقامتها مصر في 3 دول افريقية زامبيا، زنجبار"مجوعة جزر واقعة بالمحيط الهندي تابعة لتنزانيا شرق إفريقيا" ،النيجر وأنه سيتم إنشاء مزرعة نموذجية مشتركة مع تنزانيا على مساحة من 300- 500 هكتار لزراعة الأرز وبعض المحاصيل الأخرى وإنشاء مزرعة مشتركة للإنتاج الحيواني بولاية سنار بالسودان. وفى إطار المبادرة المصرية للتعاون مع آسيا تم توقيع الخطابات المتبادلة بين وزارة التعاون الدولي المصرية والسفارة الصينية بالقاهرة والخاصة بتنفيذ دراسة الجدوى لإنشاء المركز التدريبي والإرشادي الإفريقي الصيني لمكافحة التصحر، وتم توقيع الخطابات المتبادلة الخاصة بمشروع توريد المعدات الزراعية وماكينات تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج الغاز الحيوي. كما قامت السفارة الصينية بالقاهرة بإهداء المتحف الزراعي بالدقي عددا من المعدات ضمن برنامج المساعدات الصينية لإفريقيا والدول النامية، كما تم تنشيط التعاون بين مصر واستراليا في مجال زراعة الأراضي القاحلة ونظم الري ويتم الآن دعم الجهود المبذولة من قبل الجانب المصري لرفع الحظر المفروض على تصدير المنتجات الزراعية المصرية للأسواق اليابانية واستخدام المقابل للمنحة اليابانية الخاصة بمساعدة المزارعين غير القادرين في محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد. وفى إطار التعاون مع دول أوروبا أكد وزير الزراعة حرص مصر على حضور منتدى السياسات الزراعية بدول البحر المتوسط في إطار سياسة الجوار مع الاتحاد الأوروبي وتم عقد دورتين تدريبيتين عن إعداد المشروعات المحلية بالعلاقات الزراعية الخارجية والتوجه بإدراج العلاقات الخارجية الزراعية ضمن مشروع الدعم الفني لبناء قدرات وزارة التعاون الدولي، كما أكد الوزير على ضرورة التعاون مع الجانب الفرنسي في مجال إنشاء صوامع لتخزين الحبوب من خلال العرض المقدم من فرنسا. وتوجهت مصر نحو التعاون مع دول الأمريكتين وفتح الباب أمام تصدير اللحوم من دولة تشيلي إلى مصر والتعاون مع الجانب الأمريكي في مجال موضوعات الإرشاد الزراعي والاستفادة من المنح الدراسية المقدمة لمصر . وفى إطار التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية نوه أبو حديد بتوقيع الاتفاق على مشروع بريميام لصغار المزارعين فى جنوب الصعيد واتفاقية مشروع مقاومة مرض أنفلونزا الطيور واتفاقية مشروع الأعمال الزراعية للتنمية الريفية. كما شاركت مصر في العديد من المؤتمرات وورش العمل التي تمت خارج مصر وداخلها ومن أبرزها المشاركة في الاجتماع الوزاري العربي الإفريقي للتنمية الزراعية والأمن الغذائي بالرياض، بالإضافة إلى المشاركة في المؤتمر الوزاري حول حفظ وإنتاج المحاصيل الزراعية والمشاركة في الاجتماع الوزاري الثاني حول الأسعار الدولية للأغذية بمنظمة الأغذية بروما. والمشاركة في الاجتماع الرابع للكومسيا لوزراء الزراعة والبيئة والموارد الطبيعية بأديس أبابا وفي اجتماع الجمعية العامة للدورة 33 للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بدولة الكويت، وعن المؤتمرات التي تمت داخل مصر قام الوزير بالمشاركة في الاحتفال بيوم الأغذية العالمي بالأمم المتحدة والمشاركة في اجتماعات الدورة 32 للجمعية العمومية للمركز الدولي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بالقاهرة. كما قام أبو حديد بتوقيع العديد من المشروعات مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) منها مشروع المساعدة الفنية لإنتاج الكينو بميزانية قدرها 499 ألف دولار أمريكي ومشروع بناء القدرات لتقليل الفاقد الغذائي في الشرق الأدنى بميزانية قدرها 422 ألف دولار، والمشاركة في المؤتمر الإقليمي إل32 للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة والذي عقد بروما للوقوف على آخر التحديات والمسائل ذات الأولوية المتعلقة بالأغذية والزراعة لتعزيز التماسك الإقليمي بشأن السياسات العالمية والقضايا السياسية.