أكد قيادي بارز في ائتلاف "المواطن" برئاسة الزعيم الشيعي العراقي عمار الحكيم أن "تغيير رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي لا تمثل رسالة إيجابية للجماعات الإرهابية، كما يظن البعض، الذي يزعم أن هذا الرجل هو الشخص الوحيد الذي يقاتل الإرهابيين". وقال القيادي العراقي لصحيفة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر اليوم الاثنين إن "الذين يتبنون هذه الفكرة مخطئون، لأن المالكي لا ينتمي إلى نظام سياسي ديكتاتوري، كما هو حاصل في بعض الدول العربية التي تربط وجود ومستقبل الوطن برجل واحد وحزب واحد، وبالتالي هذه الفكرة لا تلائم الوضع العراقي الذي يقوم على النظام الديمقراطي الانتخابي، ما يعني أن تغيير الأشخاص هو عمل صائب في الحياة الديمقراطية لأنه يؤدي إلى تصحيح سياسات ومنهج ويحسن الأوضاع إلى الأفضل". وشدد على أن تغيير المالكي بهذا التوقيت، في ظل الظروف الأمنية العصيبة، "أصبح أمراً ملحاً للغاية لأن تغييره سيؤدي إلى نتيجتين أساسيتين: الأولى تتعلق بتحسين أداء القوات المسلحة العراقية وإعادة إدارة الملف الأمني بصورة مهنية بعيداً عن الولاءات والمجاملات، والثانية تتمثل بأن مسيرة المصالحة الوطنية ستشهد طفرة نوعية بعد خروج المالكي من السلطة، وبالتالي توجد خيارات وآفاق واسعة لتسوية الأزمات مع المحافظاتالغربية والشمالية ومع كل المكونات، لبلورة نموذج تعايش يستطيع نقل العراق إلى حالة مختلفة تماماً من الاستقرار والسلم". وأكد القيادي أنه بخلاف ما يعتقد البعض، يمكن أن يساعد تخلي المالكي عن السلطة في المحصلة النهائية وفي زمن قياسي لجهة تطويق أسباب تصاعد العنف وعزل الجماعات الإرهابية ما يفضي بشكل سلس إلى القضاء على الإرهاب في غضون عام تقريباً، إلى جانب تعزيز قدرات القوات الأمنية وتسليحها. وحذر من أن المشهد المضطرب حالياً في المناطق الغربية والشمالية لا يمكن أن يصب في خدمة الأمن "لأن أكثر من 95 بالمائة من سكان هذه المناطق غاضبون أو مستاءون من المالكي وسياساته، وبالتالي هناك شعور واسع بالإحباط لدى جمهور مهم من الشعب العراقي، ولذلك تحاول الجماعات الإرهابية استثمار هذا الجو لصالح أهدافها". وتابع: "أما المالكي فيبدو أنه لا يستوعب المعطيات كما هي على الأرض، وهو مازال يكابر ويتجاهل الحقائق ما سيؤدي إلى تعميق عدم الثقة بين المكونات وتصاعد مشاعر الاحتقان والشعور بالظلم". وقال القيادي إن "المشكلة التي أوقعنا بها المالكي أننا كشيعة كنا نشعر بالمظلومية من نظام صدام أما اليوم فالسنة يشعرون ذات الشعور مع المالكي، وهذه المعادلة كان يجب أن يتجنبها رئيس الوزراء لو كان حريصاً على عراق آمن ومستقر"، مؤكداً أن "تغيير رئيس الوزراء ضروري جداً لبدء مرحلة الجمهورية الثالثة في العراق، بعد جمهوريتي صدام والمالكي، التي تعني في جوهرها جمهورية المواطنة والتنمية والمشاركة الواسعة في الحكم". وكشف القيادي عن أن المعلومات التي بحوزة دوائر ضيقة في الاستخبارات العراقية تفيد أن التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، نقلت مئات المقاتلين من سوريا إلى العراق لفتح جبهات قتال جديدة بهدف تخفيف الضغط العسكري عن مدينة الفلوجة، غرب بغداد، التي تخضع لسيطرة الفصائل المسلحة، وبينها "داعش" منذ أكثر من خمسة أشهر. وأكد القيادي العراقي ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية برئاسة شخصية جديدة لمواجهة الأوضاع الأمنية المتدهورة، خاصة أن القوات المسلحة العراقية بدأت تواجه أسوأ حروب استنزاف داخلية، لأن الاشتباكات باتت تنتقل من مدينة إلى أخرى، وعلى المالكي أن يعي كل هذه التطورات ويتصرف بمسئولية وطنية بعيداً عن التمسك بالسلطة.