أكد الدكتور محمد عبد الحليم نور الدين خبير الآثار علي ضرورة اهتمام الدولة بسيناء، مشيرا إلى أن المحافظة كفيلة بإنعاش قطاع السياحة في مصر، مع تكثيف الاهتمام الإعلامي بتخصيص وقت من كل برنامج حواري للحديث عن سيناء وأهميتها ومطالبها. وأضاف خلال الجلسة الأولي لندوة "سيناء أثرياً وسياحياً بين الواقع والمأمول" التي عقدها المجلس الأعلى للآثار امس ، أن أهمية سيناء تكمن في علاقتها بالأديان الثلاثة ورحلة العائلة المقدسة وتاريخ دخول جيش المسلمين إلي مصر عن طريق شبه الجزيرة. ومن جانبه، ألقي الدكتور علاء شاهين عميد كلية الآثار الأسبق بجامعة القاهرة كلمته حول "الإطار التاريخي والأثري لشبة جزيرة سيناء" ، وتحدث عن موقع سيناء وطبيعتها الجغرافية وتأثيرها علي المشاريع الموجودة والي الاقتصاد الزراعي والأرض والطبيعة الخاصة والجانب السياحي وأشهر المعابد التي لم تستغل اثرياً وجبل الفيروز، وغيرها من الشواطئ السياحية مثل دهب ونوبيع وشرم الشيخ بالإضافة إلي أماكن السياحة العلاجية . فيما تحدث الدكتور جمال مينا المتخصص في العمارة والفنون القبطية عن "مخطوطات وقديسين من سيناء"، وذكر تاريخ شجرة مريم بسيناء وعن تجاهلها علي خريطة السياحة المصرية بالإضافة إلى معرض" الغنائم" وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى "غنائم الجيش المصري من إسرائيل في حرب 1973". وعرض بعض المعلومات الخاصة بأهم المخطوطات بسيناء وأقدم نسخة للكتاب المقدس في العالم والتي كانت توجد بسيناء وتم تهريبها إلى المتحف البريطاني بعد إعادة ترميمه، والمخطوط الثاني الذي كان يوجد بدير سانت كاترين الخاص بالقديس ابونوسر الثالث، ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس والسادس الميلادي وتم تهريبه بخارج مصر، وشجرة العليقة التي ناجي بها سيدنا موسي ربه وهي الشجرة التي لا تتأثر بفصول السنة أو التغيرات الجوية وتظل محتفظة بأوراقها طوال العام. شارك في الجلسة الثانية الدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار الرومانية جامعة الإسكندرية، وتحدث حول "أديرة سيناء والبحر الأحمر"، بدأ بمعلومات تاريخية عن دير سانت كاترين، وطور سيناء، والأنبا انطونيوس، ويضم مجموعة من الكنائس التي وجدت لكي تخدم علي أعمال هذا الدير. دير طور سيناء أي دير القديسة كاترينا هو أحد المراكز الأرثوذكسية للتنسك والتوحد، استمرت فيه الحياة الروحية زهاء 14 قرناً دون انقطاع، محافظاً علي طابعه الخاص منذ عهد الإمبراطور يوستنيانوس. كما تناول المهندس ماجد الراهب كاتب وباحث في التراث المصري موضوع "الطرق المقدسة والأثرية في سيناء" كمنطقة الكنائس وطريق رحلة العائلة المقدسة وتل الكنائس طريق موكب المحمل الذي سمي بذلك لأنه طريق نقل كسوة الكعبة التي كان يتم صنعها في مصر وتنتقل من ذلك الطريق إلى السعودية. أما الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة الآثار عن "آثار سيناء الإسلامية"، حيث استعرض ميناء العرب الأنباط بمنطقة تل المشربة بدهب، والذي يحوي الفرضة البحرية لميناء دهب وهو المكان المخصص لخدمة الميناء ومخازن البضائع من القرن الأول قبل الميلاد إلي عام 106 نهاية دولة الأنباط وكانت عاصمتهم البتراء بالأردن. وأشار ريحان إلي أن المبني يحوي فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة وكذلك دير سانت كاترين الذي أنشأه الإمبراطور جستنيان في الفترة من 548 إلي 565 ويحوي كنيسة التجلي وأقدم وأجمل فسيفساء في العالم والجامع الفاطمي 500 ه 1106 وعدة كنائس ومناطق خدمات رهبانية بالدير. وأضاف عرضاً عبارة عن صور خاصة بجبل موسي وجبل عباس بمنطقة سانت كاترين ودير الوادي بطور سيناء الذي بني في عهد الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، الذي ظل عامراً حتى العصر الفاطمي ثم تحول إلي مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة. وأضاف أنه سيلقي الضوء علي جبل الناقوس الذي يقع علي بعد 13كم شمال غرب مدينة طور سيناء ، 10كم شمال جبل حمام موسي ويشرف علي خليج السويس ويفصل بينه وبين الخليج مدق صغير الذي يتراوح ارتفاعه ما بين 224 إلي 302م فوق مستوي سطح البحر وعليه نقوش صخرية باللغة العربية تعود للفترة من القرن الأول حتي الرابع الهجري علاوة علي كتابات المسيحيين أثناء رحلتهم المقدسة للقدس عبر سيناء ومرورهم بهذا الجبل في فترات تاريخية مختلفة وكذلك كاتدرائية وادي فيران. وتابع بحصن رأس راية 10كم جنوب طور سيناء والذي يعود للقرن الثالث الهجري وبه جامع من العصر الفاطمي أنشأه الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمري الذي أنشأ الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين وكذلك قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون عند رأس خليج العقبة علي بعد 8كم من مدينتي العقبة وإيلات وتبعد عن شاطئ سيناء 250م أنشأها صلاح الدين عام 567ه 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج وتحوي قاعة مشورة حربية وغرف جنود وفرن تصنيع أسلحة ومسجد وخزان وصهريج مياه وحمام بخار ومحجر إنشاء القلعة وكنيسة من القرن السادس الميلادي كانت متواجدة قبل بناء القلعة وصدت القلعة أقوي هجوم للأمير الصليبي أرناط عام 1182م. وأضاف بعدد من القلاع الأثرية في سيناء ومنها قلعة الجندي التي تقع علي الطريق الحربي لصلاح الدين بسيناء طريق صدر- آيلة الذي يقع بالطريق المرصوف بين صدر الحيطان بوسط سيناء إلي رأس سدر علي شاطئ خليج السويس التي بناها صلاح الدين من عام 1183 إلي عام 1187م ، و تل الكيلاني بطور سيناء الذي يحوي الميناء المملوكي الذي كان يخدم التجارة بين الشرق والغرب وكشف به عن منتجات من جنوب شرق آسيا ومن أسبانيا وإيطاليا وشرق البحر المتوسط واستمر دوره حتي افتتاح قناة السويس 1869م. وأشار إلى قلعة نويبع التي بنتها السردارية المصرية "وزارة الحربية"عام 1893 بعد خروج العساكر المصرية من العقبة وجعلتها مركزاً للبوليس وكان بها بضعة رجال من البوليس الهجانة لحفظ الأمن في تلك الجهة.