اتهم مسلحون في دلتا النيجر الغنية بالنفط أمس الثلاثاء إسرائيل بالدفع للمواجهة مع مسلحين جماعة "بوكو حرام" لتحرير الطالبات اللاتي تحتجزهن الحركة، وحثت الحكومة النيجيرية للتوصل الى تسوية سلمية للأزمة. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن جومو جبومو، المتحدث باسم "حركة المقاومة من أجل تحرير دلتا النيجر" في بيان له اليوم: "من تجربتنا، فمن المستحيل تنفيذ أي عملية ناجحة بالقوة في الغابات أو الجداول ". وأضاف "على الإسرائيليين الذي يشجعون مثل هذه الخطوة إدراك أن غابة سامبيسا تختلف عن مطار عنتيبي الدولي". وكان جيومو يشير إلى عملية نفذتها قوات إسرائيلية في مطار عنتيبي الرئيسي بأوغندا في يوليو/تموز 1975، لتحرير رهائن إسرائيليين. وخلفت العملية قتيلا إسرائيليا واحدا من القوات بالإضافة إلى جميع الخاطفين و3 رهائن و45 جنديا أوغنديا. وكانت جماعة بوكو حرام المتشددة، أعلنت، مطلع مايو/ أيار الجاري، مسؤوليتها عن خطف أكثر من 200 فتاة من مدرسة شيبوك بولاية بورنو (شمال شرق) في شهر أبريل/نيسان الماضي، واعتبرتهن "أسيرات حرب"، في خطوة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، ومطالبات بإطلاق سراح الفتيات. وبلغ مساحة غابة سامبيسا، التي على أطرافها اختطفت الفتيات، نحو 60 ألف كيلومتر مربع وتقع في شمال شرق نيجيريا ، أي نحو ثلاثة أضعاف حجم إسرائيل. وتوجد في نيجيريا حاليا خبراء إسرائيليين كجزء من الدعم العالمي للمساعدة في إنقاذ الفتيات المختطفات. وتشارك عدة دول من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وإسرائيل في العمليات الجارية لتحديد موقع المختطفات ومحاولة استعادهن، غير أن أي من الدول لم تكشف عن ماهية المهام التي يقوم بها خبرائها هناك. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق رسمي إسرائيلي على تلك الاتهامات. وسبق حركة المقاومة من أجل تحرير دلتا النيجر احتجاز رهائن نيجيريين وأجانب، في الفترة بين عامي 2005 و2009. وبالكاد نجحت عمليات الانقاذ بالقوة ، وفي كثير من الأحيان جرى تبادل الأسرى مقابل فدية مالية كبيرة. وحث جيوموالحكومة النيجيرية على قبول عرض جديد من زعيم جماعة "بوكو حرام"، أبو بكر شيكوا، لتبادل الفتيات المختطفات بمسلحي الجماعة المحتجزين لدى السلطات النيجيرية. وقال "إن حركة المقاومة من أجل تحرير دلتا النيجر تدعم مبادرة تبادل الأسرى مع بوكو حرام لإطلاق سراح فتيات شيبوك ، باعتبار ذلك الخيار الآمن الوحيد القابل للتطبيق ويعد بداية نحو الحفاظ على الاتصال، وكذلك وقف إطلاق النار والسلام على المدى الطويل في نهاية المطاف والأمن في تلك المنطقة". وينقسم النيجيريون حول ما إذا كان يتعين على الحكومة قبول صفقة تبادل الأسرى أم لا ، فيما يسود التضارب مسؤولي الحكومة حول طريقة إنقاذ الفتيات. وقال وزير الدفاع النيجيري اليكس باديه قال يوم الاثنين الماضي إنهم يعلمون مكان الفتيات المحتجزات لكنهم سيراعون الحرص في عملية إنقاذهن حافظا على حياتهن. وفيما قال وزير الإعلام النيجيري لابران ماكو مؤخرا أن الحكومة سوف تستكشف كل الخيارات ، أكد المتحدث باسم الرئاسة، روبن اباتي، أنهم لن يبادلوا الفتيات المختطفات بسجناء بوكو حرام. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا تعني "بوكو حرام" "التعليم الغربى حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد- ضد ما تصفه ب"الحكم السيئ والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.