الحريري يشن هجوما على "سلاح حزب الله" وحكومة ميقاتي بيروت: شن رئيس حكومة تسيير الأعمال سعد الحريري هجوما عنيفا الاحد على كلا من سلاح المقاومة "حزب الله" ، والحكومة المقرر تشكيلها برئاسة نجيب ميقاتي ، واصفا اياها ب"وزارة السلاح". وقال الحريري في كلمة القاها اليوم الاحد امام اجتماع حاشد لقوى 14 اذار في الذكرى السنوية السادسة لانطلاق ثورة الارز: "جئت لاتحدث بلغة شباب لبنان لان الشعب هو المرجعية الاولى". وقام الحريري بفك ربطه عنقه ورفع أكمام قميصه وقال "نريد للشباب ان يتنفس بحرية" ، مضيفا " شباب الرابع عشر من آذار انجزوا الكثير من المهام وعليهم ان يطالبوا بالحرية لانه لاتوجد حرية لشعب خاضع دولته ودستوره لغلبة السلاح ومن يتحكم في هذا السلاح"، في اشارة الى سلاح حزب الله. وانتقد الحريري الحكومة الجديدة المكلف بتشكيلها نجيب ميقاتي قائلا "ان مهمة هذه الحكومة شطب المحكمة الدولية" الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري من الوجود ، وتوقيف التمويل عنها. وجدد الحريري على ان اي شئ ليس مستحيل على شباب الرابع عشر من اذار لانهم منذ 6 سنوات يحاربون من اجل بناء دولة لا يوجد بها مواطن درجة اولى حامل سلاحه ومواطن درجة ثانية "ايده على قلبه" ، مؤكدا على اهمية اعتماد لبنان على جيش واحد يقف في وجه العدو الاسرائيلي دون وجود قوى مسلحة اخرى تصوب سلاحها تجاه الشعب. واوضح ان الاحتكام يجب ان يكون الى القانون وليس الى السلاح قائلا "ابدا مش مستحيل لان من المستحيل ان يكون السلاح لعبة في يد الاطفال او ان يكون في وجه المواطن اللبناني الذي يريد خوض الانتخابات". وتعهد الحريري بالدفاع عن المحكمة الدولية وعن الطائف والديمقراطية ، معلنا "انه تم اجباره على التخلي عن هذه الملفات بحجة الخوف على البلد او نشوب فتنة داخلها". واضاف "ان اسرائيل تريد اسقاط السلاح من يد حزب الله ليتوجه نحو الشعب اللبناني ومن قمة الدفاع عن لبنان الى جحيم ضرب الشراكة الوطنية والدستور والديمقراطية". واختتم الحريري كلمته بالتأكيد على عدم نسيان الشعب اللبناني لوالده رئيس الوزراء الراحل الشهيد رفيق الحريري وكل من سقطوا شهداء في هذا الوطن. واحتشد الالاف من انصار الحريري وعناصر تكتل "14 آذار" في ساحة الشهداء "الحرية" بالعاصمة اللبنانية، وذلك لتجديد التزام التكتل بقرارات المحكمة الدولية بشأن قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ، وللتصدي لسلاح حزب الله . وكان "حزب الله" استبق هجوم الحريري عليه امس وشن حملة على ما صدر عن المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار الجمعة، بعد ايداع المحكمة "قرارا اتهاميا معدلا بغية تصديقه من قاضي الاجراءات التمهيدية". واعتبر الحزب وفقا لما نقلته قناة "المنار" التابعة للحزب ذلك نتيجة أوامر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الادنى فيلتمان نفذها بلمار. من جانبه قال العماد ميشال عون زعيم "تكتل التغيير والاصلاح" في كلمة له خلال عشاء التيار الوطني الحر مساء السبت "ان التيار سيحارب المحكمة لأنها تستخدم لغايات سياسية". وقال عون: "القضاة الذين اشتركوا في محاكمات سابقة قالوا ان المحكمة لم تشرف القضاء الدولي لأن لها غايات سياسية" ، مشيرا الى أن من يقومون عليها هم بذاتهم كانوا مع اسرائيل في حربها ضد لبنان. وكان الحريري دعا امس السبت إلى تنظيم مظاهرة حاشدة بميدان الحرية في وسط بيروت في الثالث عشر من شهر مارس/آذار الجاري للتصدي ل"سلاح غير مشروع" لحركة "حزب الله"، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الأرز التي كانت بداية للثورات في العالم العربي. ويشهد لبنان انقساما بين فريق حزب الله الذي يتوقع أن توجه المحكمة الاتهام إليه في جريمة اغتيال الحريري، ويطالب بالتالي بوقف التعاون معها، وفريق سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، المتمسك بالمحكمة الدولية. ويخشى مراقبون من وقوع تداعيات أمنية على الأرض في حال وجه الاتهام في اغتيال الزعيم السني إلى حزب الله، القوة اللبنانية الوحيدة المسلحة إلى جانب الدولة. الحكومة خلال أيام
في غضون ذلك اعلنت اوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي "ان الأمور أصبحت متقدمة جدا، وثمة اتصالات ناشطة وستنشط اكثر بدءا من صباح غد الاثنين". وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أنه من المتوقع اعلان الحكومة خلال ايام قليلة وفي مدة اقصاها نهاية الاسبوع المقبل، وان تكن اوساط ميقاتي تحرص على ترك الباب مفتوحا امام احتمال اعلانها نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع الذي يليه. واشارت الصحيفة الى ان الحكومة ثلاثينية مختلطة من سياسيين وتكنوقراط وشخصيات مستقلة، وأن صيغة ال24 "لم تركب"، وان الوضع مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "اصبح افضل بكثير"، وأن امكان الحل معه "اصبح اقرب من اي وقت مضى". واكدت مصادر مطلعة "ان الحكومة باتت شبه منجزة، وقد وضعت على السكة، والامور اصبحت في مراحلها الاخيرة وتسير في الاتجاه الصحيح". ولفتت المصادر الى دعم جديد تلقاه الرئيس ميقاتي من خلال البيان الذي اصدره مجلس التعاون الخليجي من الرياض وشكل "غطاء عربيا بل تكليفا جديدا للرئيس ميقاتي". وكلف ميقاتي في 25 يناير/كانون الثاني بتشكيل حكومة جديدة في لبنان بعدما سقطت الحكومة السابقة برئاسة سعد الحريري على خلفية انقسام حاد حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. واعلن سعد الحريري انتقال تياره السياسي الى المعارضة بعدما خسر الغالبية داخل البرلمان اثر تغيير بعض النواب لموقفهم، علما ان كتلته النيابية طالبت ميقاتي بتوضيح موقفه من المحكمة الدولية قبل بحث المشاركة في الحكومة. ويطالب حزب الله الداعم لميقاتي والذي يتوقع ان توجه المحكمة الاتهام اليه في جريمة اغتيال رفيق الحريري التي وقعت عام 2005، بفك الارتباط مع المحكمة.