بدأت صباح اليوم الأحد الزيارة التي يقوم بها فرنسيس الأول بابا الفاتيكان إلى فلسطين وإسرائيل، والتي تستمر لمدة يومين، يزور خلالها معالم يهودية ومسيحية، ومفتي القدس بالمسجد الأقصى ، حيث وصل إلى بيت لحم بالضفة الغربية قادما من العاصمة الأردنية عمّان. وحسب ما أورده موقع إلكتروني خصصه للزيارة "مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة" ، يبدأ البابا، وهو أرجنتيني الجنسية، بزيارة رسمية إلى فلسطين، تتواصل لقرابة 7 ساعات اليوم الأحد، وتكون كل فعالياتها في مدينة بيت لحم. وتشمل أداء صلوات في كنيسة المهد واجتماعا مع الرئيس الفلسطنيي محمود عباس، ولقاءً مع عائلات فلسطينية، بجانب لقاء آخر مع أطفال فلسطينيين من مخيمات للاجئين. وفي عصر اليوم ينتقل البابا إلى إسرائيل حيث يصل إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب على متن مروحية. ومن هناك ينتقل إلى القدس التي يقضى بها جل الزيارة حيث يبقى بها ما يقرب من 27 ساعة ويغادرها مساء يوم غد الاثنين ، وذلك حسبما جاء بوكالة "الأناضول". وفي القدس، يزور البابا رجال دين ومعالم مسيحية ويهودية، كما يلتقي الرئيس الإسرائيلي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومن المعالم التي يزورها البابا في القدس، حسب البرنامج، مقبرة جبل هرتزل حيث يضع إكليلا من الزهور وهو الأمر الذي أثار انتقادات من قبل سياسيين ونشطاء فلسطينيين على اعتبار أن المقبرة تضم ضريح "ثيودور هرتزل"، مؤسس إسرائيل، التي ينظر إليها الفلسطينيين ك"دولة محتلة اقتلعتهم من ديارهم". ولا يؤدي البابا أي صلوات في كنائس داخل إسرائيل (الأراضي المحتلة علم 1948)، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلت عن مصادر إسرائيلية إن هناك مشاورات لا زالت جارية مع الفاتيكان في محاولة لإدخال تعديل على جدول الزيارة لتشمل صلاة في إحدى الكنائس في إسرائيل. واعتبرت الصحيفة أن "السلطة الفلسطينية ستكون المستفيد الأكبر من هذه الزيارة؛ إذ أن القداس الكبير سيجري في كنيسة المهد في بيت لحم وليس في إحدى الكنائس في إسرائيل؛ وهو ما سبب خيبة أمل لدى المسؤولين الإسرائيليين الذين ما زالوا يأملون أن يوافق الحبر الأعظم على تنظيم قداس كبير في إحدى الكنائس في إسرائيل أيضا". ولفتت إلى أن نتنياهو سيذهب للقاء البابا في كنيسة النوتردام في القدسالشرقية، وقالت: "رغم حقيقة أن المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ليسوا مرتاحين لحقيقة أن نتنياهو سيتعين عليه التوجه إلى البابا، إلا أنه تم إخبارهم بأن ذلك حدث في زيارات سابقة". وكان البابا جون بول الثاني زار الأراضي المقدسة لمدة 6 أيام في العام 2000، فيما زارها البابا بنديكت السادس عشر لمدة 5 أيام في العام 2009. وتعد زيارة البابا فرنسيس الأول الحالية إلى الأراضي المقدسة، الأولى منذ انتخابه لهذا المنصب في شهر مارس / آذار الماضي، وتأتي بمناسبة مرور خمسين عاماً على اللقاء الذي جمع البابا بولس السادس بالبطريرك أثيناغورس، في كنيسة القيامة في القدس. واستبق البابا هذه الزيارة بالتأكيد على أنها "دينية بحته"، قائلا إنه يريد ان "يصلي من اجل السلام". وفيما يلي تفاصيل برنامج الزيارة: يوم الأحد: - يغادر البابا مطار الملكة علياء الدولي في عمّان، صباحا، بواسطة طائرة مروحيّة ستتوجه مباشرة نحو مهبط المروحيات في بيت لحم؛ حيث يبدأ زيارة إلى دولة فلسطين. - بعيد استقباله، يستقل بابا الفاتيكان سيارة زجاجية ليتسنى للمواطنين رؤيته، وإلقاء التحية إليه خلال سيره عبر شوارع المدينة، وصولا إلى المقر الرئاسي في بيت لحم حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم يلقي كلمة رسمية. - يسلط البابا الضوء على جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل على أراضي الضفة الغربية، ومن بينها فصل بيت لحم عن القدسالشرقية من خلال الجدار، حيث يتجه في المركبة الزجاجية في شارع يمر إلى جانب جدار الفصل العنصري وصولا إلى ساحة كنيسة المهد حيث يقام القداس الإلهي بحضور نحو 9 آلاف شخص، حسب بطريركية اللاتين في القدس. وتعتبر كنيسة المهد من أهم المواقع الدينية للمسيحيين حيث ولد في موقعها النبي عيسى عليه السلام وتعتبر من أقدم كنائس فلسطين حيث بنيت في العام 335 ميلادية. - ينتقل إلى فندق كازانوفا التابع لدير الآباء الفرنسيسكان في بيت لحم؛ حيث يتناول الغذاء مع عائلات من فلسطين. وقال المطران وليم الشوملي، الأسقف المساعد في القدس، للموقع الالكتروني لبطريركية اللاتين أن العائلات مقسمة كما يلي: عائلة قادمة من اقرط، وهي قرية في شمال الجليل، أخليت ودمرت في عام 1948 من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث أن الكنيسة في هذه القرية كانت الناجي الوحيد، ورغم أن هناك قرارات صادرة عن المحاكم، إلا أن السكان العرب المسيحيين لم يتمكنوا من العودة إلى قريتهم. عائلة أخرى هي واحدة من العائلات الثماني والخمسين التي تملك أراض في منطقة كريمزان، في بيت جالا، جنوبي الضفة الغربية، ووفقا للمسار المخطط للجدار الفاصل الذي يقوم الإسرائيليون ببنائه، فإن أراضي هذه العائلات ستكون في الجانب الآخر (يخرجها الجدار الضفة الغربية) من الجدار، وبالتالي لن يكون باستطاعة أصحابها الوصول إليها، وما زالت القضية مطروحة أمام القضاء الإسرائيلي. عائلة أخرى من بين أولئك الذين يكافحون من أجل لمّ شمل الأُسَر، فأحد الزوجين من القدس والآخر من الضفة الغربية ، وبموجب القانون الإسرائيلي، فإنه من الصعب إعطاء الزوج الفلسطيني تصريح إقامة دائمة في القدس عائلة أخرى لديها ابن حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأخرى حكم على ابنها بالنفي إلى غزة لأسباب سياسية. عائلة أخرى كذلك من قطاع غزة، الذي يمثّل سجناً كبيراً. - يتوجه في زيارة خاصّة إلى مغارة الميلاد داخل كنيسة المهد؛ حيث ولد المسيح، وفق المعتقدات المسيحية. - يتوجه إلى مركز الفينيق التابع لمخيّم الدهيشة للاجئين في بيت لحم؛ حيث يلتقي أطفال من مخيّمات الدهيشة وعايدة وجبرين للاجئين. وتعتبر مخيمات اللاجئين جزء من الواقع الفلسطيني حيث ترمز إلى نكبة العام 1948 حيث تم تهجير الفلسطينيين من قراهم ومدنهم في الداخل الفلسطيني حيث إسرائيل اليوم. - تقام مراسم رسمية لمغادرة البابا دولة فلسطين في مهبط المروحيات ببيت لحم عصر يوم الأحد؛ حيث يتوجه إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب ليبدأ زيارة إسرائيل. - تقام مراسم استقبال رسمية في مطار بن غوريون، تعقبها كلمة للبابا. - ينتقل البابا إلى مدينة القدس بواسطة مروحية. - يلتقي بطريرك القسطنطينيّة المسكوني، برثلماوس الأوّل، في القصادة الرسوليّة في القدس. - يحضر اللقاء المسكوني بمناسبة مرور خمسين عاماً على اللقاء الذي جمع البابا بولس السادس بالبطريرك أثيناغورس، في كنيسة القيامة في القدس. وتعتبر كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس من أهم المواقع الدينية المسيحية في العالم، وأقيمت في العام 335 ميلادي، ويعتقد مسيحيون انه إلى جانب موقعها تم صلب المسيح. - يتناول طعام العشاء مع البطاركة والأساقفة وحاشية قداسة البابا في البطريركية اللاتينيّة في القدس. يوم الإثنين: - يزور البابا المسجد الأقصى حيث يلتقي مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين وعدد من الشخصيات الفلسطينية. - يزور الحائط الغربي في المسجد الأقصى بالقدسالشرقية، والذي يعتبره اليهود معلما مقدسا لهم، فيما تقول دائرة الأوقاف الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف الأردنية، إن الحائط الغربي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى وانه وقف إسلامي. - يزور مقبرة جبل هرتزل في القدس، وهي المقبرة التي يدفن فيها كبار القادة والشخصيات الإسرائيلية، ومنها قبر ثيودور ثيودور هرتزل، مؤسس دولة إسرائيل، حيث يضع إكليلا من الزهور على ضريح رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق رابين الذي قتل العام 1995 برصاص متشدد يهودي في تل ابيب. وقد درج المسئولون الأجانب على وضع أكاليل من الزهور على قبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل باعتباره عمل من اجل السلام مع الفلسطينيين. - يزور متحف "ياد فاشيم" في القدسالغربية، والذي يخلد منذ العام 1953 ذكرى "الهولوكوست"، وهو مصطلح يستخدم لوصف الحملات المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها بغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945). - يزور الحاخامين الأكبرين لإسرائيل في مركز "هيخال شلومو" في القدس. - يزور الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، في المقرّ الرئاسي بالقدس. - يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مركز نوتردام بالقدس، وهو مركز تعليمي وفندق مملوك للفاتيكان يقع على الشطر الفاصل بين القدسالشرقيةوالقدسالغربية. - يعقد لقاءً مع الكهنة والرهبان والراهبات والطلاب الإكليريكيين في كنيسة الجسمانيّة بالقدس. - يقوم البابا بزيارة خاصة لبطريرك القسطنطينيّة المسكوني في المبنى المجاور لكنيسة "أيها الرجال الجليليّون" على جبل الزيتون. وجبل الزيتون أو الطور هو بلدة فلسطينية في القدسالشرقية تطل على البلدة القديمة في القدس. - يلي ذلك لقاء مع الكهنة والرهبان والراهبات والطلاب الإكليريكيين في كنيسة الجسمانيّة، عند أقدام جبل الزيتون في القدسالشرقية. وكانت كنيسة الجسمانيّة بنيت في العام 1924 وهي من تخطيط المهندس الإيطالي الشهير انطونيو برلوتسي وتدعى كنيسة الجسمانية وأيضا كنيسة النزاع؛ لأنها المكان الذي قاسى فيه المسيح آلام الموت. - يقود القداس الإلهي مع رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، في عليّة صهيون في القدس، ثم يلقي عظة. وتعتبر علية صهيون من المناطق المتنازع عليها بين المسلمين والمسيحيين واليهود، إذ تؤكد عائلة الدجاني على أن الموقع هو وقف إسلامي تابع لها فيما يقول المسيحيون انه موقع غرفة العشاء الأخير للمسيح فيما يقول يهود انه موقع قبر الملك داود وانه موقع يهودي. - الانتقال بواسطة الطائرة المروحية من المهبط المخصص لها على جبل المُكَبِّر بالقدس، إلى مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، حيث يغادر إلى مطار تشيامبينو في روما.