قال المحلل السياسي، السنوي البسيكري، مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية (خاص)، إن موازين القوى العسكرية في بنغازي (شرق)، التي تشهد اشتباكات منذ الجمعة الماضي، هي في صالح الثوار (كتائب الثوار والإسلاميين). وأضاف البسيكري، في مقابلة مع وكالة "الأناضول" في باريس، أن "العملية العسكرية التي نراها اليوم هي من مظاهر حالة الاستقطاب الجهوي والقبلي والسياسي التي تعيشها ليبيا". وعن أسباب هذا الاستقطاب أوضح البسيكري، أن "الصراع اليوم هو بين أناس مع العملية السياسية الحالية وبين أناس ضد العملية السياسية لأنهم يرون أنها متحكم فيها من طرف جهة واحدة. " واعتبر البسيكري أن هذا الاستقطاب كان واضحا جداً للعيان خاصة في عملية التصويت الأخيرة على رئيس الحكومة الجديد. وكان المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) أجل، الثلاثاء الماضي، التصويت لمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق، بناء طلب معيتيق، فيما شهدت عملية التصويت الأولى مطلع الشهر الجاري طعون من عدد من النواب ومن الأطراف السياسية الداعية إلى حل المؤتمر الوطني. وحول وجود دور لدول الجوار في الصراع الدائر حاليا في ليبيا، قال البسيكري، "عملية حفتر سبقتها عدد من التصريحات الإعلامية لعبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع المصري والمرشح للرئاسة)، مفادها أنه قلق من عدم الاستقرار في ليبيا، وأن استقرار المنطقة لا يمكن إلا أن يمر عبر استقرار ليبيا". ويشير إلى أن هذه التصريحات تدفع البعض للقول إن حفتر مدعوم من مصر، ولكن ليس هناك معطيات على الأرض تسمح بالجزم أو بالنفي. وعن مآلات الهجوم الذي قاده اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد كتائب ثوار تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، في بنغازي تحت شعار مقاومة الإرهاب قال البسيكري "الخلاف والاستقطاب بين القوى الإسلامية وحفتر كان واضح منذ بداية حرب التحرير (ثورة 17 فبراير)". ورجح البسيكري أن يزداد الخلاف بين الطرفين عمقاً خاصة، وأن "بعض الأطراف الإسلامية بقدر ما أبدت مرونة في التعامل مع الانفلات الأمني الذي تعاني منه بنغازي بقدر ما تبين مواقف متشددة ضد خليفة حفتر " وحذر البسيكري من الوصول لحافة الحرب الأهلية قائلا: "القاموس السياسي الليبي يزداد كل يوم حدة خاصة مع تنامي الخطاب الجهوي الأمر الذي قد يوصلنا إلى شيء قريب من الحرب الأهلية". وتعيش مدينة بنغازي الليبية، منذ الجمعة الماضية، على وقع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ومقاتلين من كتائب الثوار والإسلاميين، يتبعون رئاسة الأركان بالجيش الليبي، في محاولة للسيطرة على المدينة، أطلق عليها حفتر "كرامة ليبيا" لتطهيرها من الإرهاب، وتراها الحكومة الليبية "محاولة انقلاب". وأدت العمليات العسكرية التي يقودها حفتر، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، لانقسام كبير بين القادة العسكريين، حيث انضمت وحدات تابعة للجيش الليبي، لقوات لحفتر، فيما شددت أخري على تمسكها بالمسار الديمقراطي والمؤسسات الشرعية.