قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة الفلسطينية، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط تأتي أمام تحديات كبيرة، تثير الكثير من التساؤلات، لا سيما في ظل توقيتها الحساس وتاريخ مواقفه المتشددة تجاه القضية الفلسطينية خلال ولايته الأولى. وأضافت تمارا حداد خلال تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن زيارة ترامب تأتي في ظل عدم توقف الحرب على قطاع غزة، وتحديات الوصول إلى اتفاقيات بين إسرائيل ولبنان وتحديات مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، إضافة إلى معضلة الوصول إلى اتفاق بين الحوثيين وأمريكا، وذلك في ظل استمرار ضربات الحوثيين على سفن البحر الأحمر، وفرض حصار بحري على الملاحة التجارية وحصار جوي على إسرائيل، ما أدى إلى فرض تغيرات لإجراء تفاهمات من قبل الجانب الأمريكي لعل تحدث توقف مرحلي لوقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى تفاهمات تعيد الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط قبيل زيارة ترامب للمنطقة. واستكملت، أن زيارة ترامب في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من تصاعد التوترات خاصة في الأراضي الفلسطينية وفي ظل تطورات إقليمية معقدة تشمل تطبيع بعض الدول مع إسرائيل، وتصاعد الحديث عن مشاريع لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة، تكتسب الزيارة أهمية ليس فقط بسبب شخصية ترامب المثيرة للجدل، ولكن أيضًا لأنها قد ترتبط بمساعٍ غير رسمية للتأثير على ملفات إقليمية حساسة. زيارة ترامب للشرق الأوسط مفاوضات سرية أم مساومات علنية؟ أوضحت، أن طرح فكرة التهجير القسري للفلسطينيين أو توطينهم في دول الجوار ليس جديدًا، وقد طُرح سابقا بصيغ مختلفة في كواليس "صفقة القرن"، إن كانت زيارة ترامب تتضمن بالفعل تحريك هذا الملف، فإنها ستتم على الأرجح عبر قنوات خلفية، باستخدام وسطاء من دول تربطها علاقات قوية بواشنطن خاصة في ظل رفض علني وشعبي واسع لمثل هذه المشاريع، لذا تأتي زيارته في سياق إما ضغط ناعم باتجاه التطبيع الموسّع من المتوقع أن يحاول ترامب أو من يمثله إحياء مشروع التطبيع بين دول عربية جديدة وإسرائيل، كجزء من إرثه السياسي. وأوضحت، أنه إضافة إلى المبادرات الاقتصادية لترويج مشاريع إعادة توطين قد يُطرح ملف مشاريع اقتصادية على حدود غزة، أو في سيناء ضمن مزاعم تحسين الظروف الإنسانية، لكنها قد تخفي أهدافًا ديموغرافية بعيدة المدى ومن المتوقع رفضها فلسطينيًا وإقليميًا. ولفتت إلى أنه قد يتم استخدام وسطاء إقليميين للضغط غير المباشر على دول الجوار عبر حلفاء مشتركين لفتح قنوات تفاوض بشأن ترتيبات أمنية أو ديموغرافية، كما أن ترامب يريد تسويق نفسه ك"صانع سلام"، ولا يُستبعد أن يحاول ترامب استخدام الزيارة كمنصة لتحقيق السلام بأنه قادر على حل النزاعات في الشرق الأوسط، وإن كان ذلك عبر صفقات مشكوك في عدالتها. واستكملت، إضافة إلى أن زيارة ترامب تحمل ملفات عديدة، لكن يبقى نجاح هذه المساعي مشروطًا برفض شعبي ورسمي عربي واسع لأي حلول تتجاوز الحقوق الفلسطينية، أو تنتهك السيادة الوطنية للدول المجاورة.