قالت صحيفة "الجارديان"، إن حكومة الولاياتالمتحدة حذرت بصوت عالٍ العالم من أن أجهزة التوجيه الصينية وأجهزة الإنترنت الأخرى تشكل "تهديدا" لأنها بنيت مع وظيفة للمراقبة المستترة لتعطي الحكومة الصينية القدرة على التجسس على أي شخص يستخدمها، حيث أظهرت وثائق وكالة الأمن القومي الأمريكية أن الأميركيين منشغلون في أدق النشاط الذي نتج عنه اتهام الولاياتالمتحدة للصينيين. وذكرت الصحيفة أن قرع طبول الاتهامات الأمريكية ضد الشركات المصنعة لأجهزة الإنترنت الصينية كان بلا هوادة، مشيرة إلى أنه في عام 2012، على سبيل المثال، صدر تقرير من لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، برئاسة مايك روجرز، قال إن Huawei و ZTE، اثنين من كبار الشركات الصينية لتصنيع معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، "قد انتهكت قوانين الولاياتالمتحدة" و"لم تتبع التزامات الولاياتالمتحدةالأمريكية القانونية أو المعايير الدولية للسلوك المهني"، وأوصت اللجنة بأنه "على الولاياتالمتحدة أن تنظر بعين الشك في الاختراق المستمر لسوق اتصالات الولاياتالمتحدة من قبل شركات الاتصالات الصينية". وأوضحت الصحيفة أن لجنة روجرز عبرت عن مخاوف من أن الشركتين تمكن الصين من المراقبة على الرغم من أن اللجنة اعترفت بأنها لم تحصل على أية أدلة فعلية بأن الشركات زرعت أجهزة توجيه ونظم بها أجهزة مراقبة ومع ذلك، فإنها أشارت إلى فشل تلك الشركات في التعاون ودعت الشركات الأمريكية إلى تجنب شراء منتجاتها معتبرة أنهما يهددان أمن وأنظمة الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتهامات الثابتة أصبحت عبئًا حيث قال رن تشنغ، المؤسس البالغ من العمر 69 عاما والرئيس التنفيذي لشركة Huawei، إن الشركة تتخلى عن السوق الأمريكية إذا كان ذلك سبق في طريق العلاقة بين الولاياتالمتحدةوالصين. ولفتت الصحيفة إلى أنه في حين أن الشركات الأمريكية تحذر بالابتعاد عن أجهزة التوجيه الصينية غير الجديرة بالثقة تقوم بتحذير المنظمات الأجنبية من تلك الأمريكية. وتابعت الصحيفة أن الشركات الأمريكية تقوم بالتالي بما تقوم به نظيراتها الصينية. واستنتجت الصحيفة أن تحذير العالم بشأن المراقبة الصينية يمكن أن يكون واحدا من الدوافع وراء ادعاءات الحكومة الأمريكية بأن الأجهزة الصينية لا يمكن الوثوق بها ومنع الأجهزة الصينية أن تحل محل تلك الأمريكية التي تقع في متناول وكالة الأمن القومي وبعبارة أخرى، فإن أجهزة التوجيه والخوادم الصينية لا تمثل المنافسة الاقتصادية فحسب، بل أيضا منافسة المراقبة.