استضافت مدينة الأقصر مؤتمرا حاشدا حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت لقبيلة بني هلال في إطار الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة مع قبيلة الدابودية النوبية في أعقاب أحداث أسوان الأخيرة التي راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين من الجانبين. وكان 23 شخصا قتلوا وأصيب العشرات في مواجهات مسلحة اندلعت الشهر الماضي بين قبيلة "الدابود" النوبية و"بني هلال" في أسوان. وأعلن كبار ورموز بني هلال في المؤتمر، على حرمة الدم، ونبذ العنف، والترحيب بالمصالحة مع النوبيين في أحداث أسوان، على أن تتم تلك المصالحة بما يحفظ حقوق أبناء بني هلال التي أقرها الشرع، وأقرتها الأعراف والتقاليد المتوارثة التي تعارف عليها المصريون عبر الزمان . وقال خالد عرابي أحد قيادات شباب بني هلال إن المؤتمر الذي أقيم تحت شعار "لا للعنف" وشارك فيه رموز القبيلة بجانب آلاف من أبناء وشباب بني هلال بمختلف محافظات مصر كان بهدف التشاور حول بنود المصالحة بين أبناء بني هلال بأسوان وقبيلة الدابودية النوبية بجانب توطيد العلاقات بين أبناء بني هلال بمختلف المدن والمحافظات. وكشف محمد سيد أحمد، كبير قبيلة بني هلال بالأقصر خلال المؤتمر، عن أن كبار ورموز بني هلال أقروا خلال اجتماع جمعهم في أسوان قبل أيام على نبذ العنف وحرمة الدم والترحيب بالمصالحة مع قبيلة الدابودية ، شريطة مراعاة حقوق أبناء بني هلال. وحسب المتحدث ، اقر رموز القبيلة بضرورة أن تشتمل المصالحة على قيام خمسة أشخاص من قبيلة الدابودية بحمل أكفانهم وتقديم أنفسهم لأهل الدم من أبناء بني هلال بمدينة أسوان على عربة كارو، على غرار ما جرى من حمل جثامين القتلى من بني هلال على عربة كارو وتصويرها ونشرها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام ، وهو الأمر الذي تسبب في ضرر نفسي ومعنوي كبير لأبناء بني هلال ولشبابهم . وأكد على أن بني هلال ينبذون والعنف ويحرمون سفك الدماء ويرحبون بالمصالحة ، موضحا أن كبار العائلات بقبيلة الدابودية النوبية رحبوا بمطالب بني هلال للمصالحة في إطار سعى الطرفين لإتمام المصالحة ورغبتهم للعيش في سلام فيما بينهم ، لكن أطرافا أخرى - بحسب قوله - تنفخ في النار وتحاول عرقلة جهود المصالحة . فيما قال حمدي الصحابي أحد قيادات بني هلال في الأقصر إنه تم الاتفاق خلال المؤتمر على إنشاء كيان رسمي يجمع بين أبناء بني هلال بكافة ربوع مصر عبر تشكيل جمعية أو مؤسسة أو نقابة ، تهتم بشؤون أبناء القبيلة وتحافظ على عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم ، مؤكدا أن جميع المشاركين بمؤتمر بني هلال في الأقصر اتفقوا على نبذ العنف وحرمة الدم . وجاء مؤتمر بني هلال الذي استضافته مدينة الأقصر وسط أنباء غير مؤكدة على قيام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بإدخال تعديلات على تشكيل لجنة المصالحة بين قبيلتي الدابودية وبني هلال بأسوان وضم عناصر جديدة إليها ، وذلك بهدف الإسراع في إتمام المصالحة .