اهتمت صحيفة "واشنطن بوست"، برصد وتحليل مواقف وتصرفات المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق. وقالت الصحيفة الأمريكية، عبر موقعها الإلكتروني، رغم تمتع عبد الفتاح السيسي القائد العسكري السابق بدعم قوى من الجيل الأكبر سنا الذي يراه "مستعدا لمواجهة المعارضة الإسلامية"، إلا أنه يواجه كتلة متنامية من الشباب الذين يشعرون بمرارة المناخ السياسي القمعي من سجن الطلاب الناشطين وتصدع الاقتصاد، حسب قولها . واستندت الصحيفة في رأيها على نسبة مشاركة الشباب في الاستفتاء على الدستور الحالي والتي قالت إنها كانت أقل من ربع الناخبين، كما أشارت إلى نسبتهم المنخفضة في احتفالات يناير من العام الماضي. وعلقت الصحيفة على إعلان السيسي نيته للترشح للانتخابات الرئاسية، بقولها: "إن هذا الترشح لن يجلب الاستقرار أو الديمقراطية" . وأضافت الصحيفة أن حديث الإدارة الأمريكية بشأن الاستقرار وإمكانية إعادة البلاد للسبيل الديمقراطي مجددا، يخالف ما هو على أرض الواقع. وانتقدت الصحيفة ما وصفته بإسكات وسائل الإعلام المعارضة، "وصناعة العبادة الخاصة للسيسي" على حد ذكرها، مشيرة إلى أن الانتخابات المقبلة لن تتسم بالعدل، إذ من الظلم أن يجري قمع جماعة الإخوان المسلمين بالعنف –على حد تعبيرها– وهي التي فازت في خمسة استحقاقات ديمقراطية من قبل. في الوقت نفسه، ذكرت الصحيفة أن الكثير من المصريين يرون السيسي على أنه الزعيم القريب الذي لا يمكن قهره وقادر على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الكثيرة التي ابتليت بها مصر منذ الثورة فس عام 2011 كما أنهم يعتبرونه الشخص الذي تصدى لأعداء البلاد في الداخل والخارج، ويمكنه استعادة مكانه مصر كقوة إقليمية. وحول تعليقها عن الاستفتاء على الدستور، قالت الصحيفة أن هذه الخطوة تعتبر استفتاء على سياسة القبضة القوية للحكومة المؤقتة والطموحات الرئاسية الشائعة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. وأضافت أن "خارطة الطريق" لقائد "الانقلاب" عبد الفتاح السيسي ليست أكثر من ورقة لاستعادة النظام ما قبل 2011 في شكل أكثر خبثا، على حد قولها. وتابعت "أن السيسي المح أنه سيربط بين نجاح الاستفتاء وترشحه للانتخابات الرئاسية في محاولة منه للضغط على الشعب للتصويت ب "نعم" على الدستور. وقالت الصحيفة إن نسبة المشاركة المنخفضة على الاستفتاء ينبغي أن تكون سببا لقلق أنصار السيسي من شكل مستقبل البلاد بعد ذلك على حد سواء. وذكرت "واشنطن بوست" في مقال آخر لها بعد الاستقالة المفاجئة لحكومة الدكتور حازم الببلاوي، إن هذه الاستقالة تمهد الطريق أمام السيسي لخوض الانتخابات الرئاسية في 2014. وكانت الصحيفة أفردت مقالا عن شخصية السيسي بعد أن روى عن الأحلام التي راودته، خاصة الحلم الذي يقول فيه إنه رأى نفسه في المنام يلوح بالسيف، والرئيس الراحل محمد أنور السادات يبلغه بأنه سوف يكون رئيسا لمصر يوما ما . وقالت الصحيفة إن هذا التسريب بالرغم من أنه "أحرج السيسي" على الساحة السياسية؛ إلا أنه بالنسبة لمعظم المصريين نظرا لاهتمامهم بتفسير الأحلام، وما يتعلق بهذه الأمور، قد عمق لديهم الشعور بأن وزير الدفاع من أقوى الشخصيات الموجودة على الساحة، كما أنه هو من سيصبح الرئيس والزعيم الروحاني للبلاد في الفترة القادمة .- حسبما قالت الصحيفة وأضافت الصحيفة أن السيسي يعد "رجلا معسول الكلام"، كما أن له طبيعة دينية سليمة، بالإضافة إلى أن له طريقة تحفز الشباب بالطاقات الإيجابية، الأمر الذي يظهر من خلال "الشعارات العاطفية" التي لا يظهرها العسكريون عادة. وقبيل إعلان السيسي نيته الترشح للرئاسة، أفردت الصحيفة عدة مقالات قالت فيها، إن السيسي، حظى على شعبية كبيرة من قِبل المصريين، مستدلة على ذلك بانتشار الملصقات واللافتات المؤيدة له، بل رأت الصحيفة أن هناك تشابه كبير بين السيسي وجمال عبد الناصر من حيث التأييد الشعبي الكبير. ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير من المصريين يرون تولي رجل عسكري رئاسة الجمهورية في الفترة المقبلة هي فكرة مطمئنة بعد ما شهدته البلاد من اضطراب سياسي لما يقرب من ثلاث سنوات منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك. أوضحت الصحيفة أن فوز السيسى بالانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها بحلول الربيع المقبل، يعنى أن مصر سوف تعود إلى أحضان الحكم العسكري مرة أخرى، لافتة إلى أنها تقبع تحت الحكم العسكري منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1952، مرورا ب"مبارك" الذي جاء إلى السلطة مدعوما من القوات المسلحة. وذكرت الصحيفة في موضع آخر، أن الرغبة في الإتيان ب"السيسي"، للقصر الرئاسي قوية ومدعومة من نفس الفئة التي كانت تعارض الرئيس الأسبق حسني مبارك للتخلص من الحكم العسكري، إلا أنه بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين ظهر "السيسي" على أنه بطل من الأساطير بعد أن كان الظن به أن يكون رجل جماعة الإخوان المسلمين في الجيش. وعن استعادة المساعدات الأمريكية لمصر بعد توقفها عقب ما أسمته الصحيفه ب "الانقلاب العسكري" للإطاحة بمرسي، قالت الصحيفة خلال مقال افتتاحي لها تحت عنوان "الجيش المصري يظهر أنه ليس صديقا للحرية" إن هناك البعض داخل الولاياتالمتحدة يتبنى رأي أن الإدارة الأمريكية لا يوجد لديها خيار سوى دعم النظام العسكري الجديد في مصر، بغض النظر أن بعض أساليبه قد تكون غير محبوبة بالنسبة للبعض ولكن هذا لا يشكل مبررا لنبذ النظام العسكري في البلاد لأنه البديل الأفضل عن جماعة الإخوان المسلمين نظرا لعلاقته الودية مع الدول الكبرى في الغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء لم يأخذوا في الاعتبار ما يفعله السيسي من مجهودات لإثبات العكس. وشددت الصحيفة على أن الإدارة الأمريكية يجب أن تشهد أمام الكونجرس أن مصر تتخذ خطوات نحو الانتقال الديمقراطي، من أجل الإفراج عن المساعدات السنوية البالغة 1.5 مليار دولار. وأوضحت أنه "يجب علي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إبلاغ السيسي أنها لا يمكن أن تفعل ذلك في حين أتباع سياسته الحالية من ملاحقة الصحفيين و غيرها من أساليب القمع". وعن إقصاء الجيش المصري لمرسي كتبت الصحيفة الأمريكية، أن إقصاء الجيش المصري لمرسي، جاء نتيجة للعديد من الخلافات التي استمرت لمدة عام كامل بين الجيش بقيادة السيسي ومحمد مرسي. وقالت إن الخطوة التي اتخذها الجيش المصري كانت نهاية منطقية لمسلسل الخلافات التي جرت بين الطرفين، الأمر الذي أدى بالسيسي إلى أن ينتهز فرصة التظاهرات المهيبة التي دعت لها حركة تمرد التي لقيت صدى واسع لدى الشعب المصري، فنزل إلى الميادين المهمة والشوارع المحيطة لإقصاء مرسي خارج السلطة. اقرأ فى هذا الملف * «نيويورك تايمز» : السيسي يحكم مصر منذ الإطاحة بمرسي.. وترشحه مجرد توثيق رسمي * «لوس أنجلوس تايمز» : ترشح «السيسي» للرئاسة أحرج أوباما * «جلوبال بوست»: هناك «هوس» بشخصية السيسي.. والمناخ العام مؤيد للجيش * «وول ستريت جورنال» : ترشح السيسي يعكس اشتياق المصريين إلى حكومة استبدادية * دور الإعلام في صناعة القرار السياسي بالولاياتالمتحدةالأمريكية ** بداية الملف