قال وليد خدوري، الخبير النفطي، إن السعودية تحافظ منذ وقت طويل على دورها الحيوي في منظمة أوبك من خلال دعم توازن السوق النفطي واستقرار الأسعار عند 100 دولار للبرميل. وأضاف أن السوق يشهد في الوقت الحالي فائضا في المعروض لمواجهة أي طلب محتمل تدعمه نفوط من السعودية والإمارات من جهة، واكتفاء أميركا في الاستهلاك النفطي داخلياً بفعل طفرة النفط الصخري. وأشار إلى أن السوق لا يواجه أي ضغط بفعل النمو المعتدل للاقتصاد الغربي ووفرة الإمدادات، ناهيك عن أن التوترات الأوكرانية لاتزال غير مقلقة مع استبعاد المواجهة العسكرية بين الطرفين في الوقت القريب. من جهة أخرى، يرى خدوري أن قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا ستكون له أبعاد كارثية، حيث إن أوروبا لن تستطيع تعويض انقطاع الغاز من روسيا، خصوصاً مع صعوبة التوصل لأي اتفاق مع قطر لتوريد الغاز منها أو من أميركا. وقال إن موسم الصيف يشكل انفراجا لأوروبا، حيث يكون الطلب في أدنى مستوياته وينخفض الطلب على الغاز بشكل كبير. وأضاف خدوري للعربية نت أن الانفتاح الروسي الصيني في مجال النفط في سباق مع الزمن، حيث إن روسيا بدأت في منافسة دول الخليج في وصولها للسوق الصيني عبر مد أنابيب غاز ضخمة تصل بين البلدين . وأشار إلى أن روسيا نجحت في إبرام اتفاقيات تجارية مشتركة مع حليفتها الصين، بالرغم من أن الصين تحتاج للاعتماد على أكثر من مصدر للطاقة للإيفاء بمتطلباتها الداخلية. وأضاف أن دول الخليج ستجد في الهند واليابان وكوريا والدول الآسيوية دولاً بديلة لتعويض أي نقص من الصين لنفوطها. ويذكر أن الشرق الأوسط يزود الدول الآسيوية بحوالي نصف إمداداتها من النفط الخام، تزامنا مع الارتفاع القياسي في النمو الاقتصادي الآسيوي، حيث بلغت حصة الدول الآسيوية حوالي 40% من تجارة النفط العالمية، كما تشتري هذه الدول حوالى 75% من النفوط المصدرة من الشرق الأوسط .