الخرطوم: نفي حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، وقوف حزبه أو قوى المعارضة خلف الاحتجاجات التي ظهرت فى عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم بعد ارتفاع الاسعار وتفاقم الضائقة المعيشية. وأكد الترابي فى تصريح لصحيفة "سودان تريبيون" الصادرة اليوم الاحد، أن الأحزاب لم تسع لتحريك الشارع لكن الناس محاطون بأوضاع صعبة يفاقمها انقطاع المياه والكهرباء والغلاء الفاحش، ونصح الترابي النظام بالوعي لمظالم الناس وتحاشى الثورة التي ستكون مدمرة - وفق قوله - حال تصدرتها قضايا الجوع والفقر.
ومضى الترابي يقول: "إن الأزمة الاقتصادية الحالية المرتبطة بطغيان سياسي تمهد لخطورة بالغة على الاوضاع فى السودان"، وأردف: "لو كانت هناك معارضات سياسية ومقاومات وثورة لكان الأمر عاديا، لكن عندما يدخل فيها العامل الاقتصادي تصبح خطرة جدا". وأضاف الترابي أن إحساس الناس بالطبقية والفارق، يجعلهم يحطمون ويدمرون كما يفعلون الان فى أوروبا.
ونبه الترابى إلى الأحداث التي صاحبت مقتل زعيم الحركة الشعبية جون جارنج حين ثار الناس فى الخرطوم واندس وسطهم الناقمون الذين نهبوا وفعلوا ما فعلوا وعاثوا خرابا شديدا.
وأشار الترابى إلى أن النظام لا يعى بحجم الخراب القادم ، وأضاف بقوله "القليل الذى بنى سيتدمر". وانتقد الترابى بشدة إعلان الحكومة نيتها زيادة ولايات دارفور قائلا: "إن الخطوة تزيد من تكاليف الانفاق العام" متسائلا من أين سيأتون بالمال؟".
وأشار الترابي إلى أن الطريق الوحيد سيكون فرض ضرائب بما يعنى إغضاب الشعب لان السلع ستزيد ويقفز التضخم مرات ومرات. وأبدى الترابي خشيته من رفع مناطق أخرى فى السودان راية تقرير المصير أسوة بما فعل الجنوب ، واتهم الحكومة السودانية باقتطاع ذلك الجزء قائلا ان ما جرى يعتبر "فضيحة" وسيكون أخطر ما ينسب لنظام إسلامي، مضيفاً "بتنا نخشى تمزق البلد كله ".