نظم قادة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الإسلامي وقفة احتجاجية، الثلاثاء، أمام الإدارة الجهوية لأمن منطقة نواكشوط احتجاجا على اعتقال فاضل ولد المختار، مسئول الشباب بالحزب. وطالب قادة الحزب المعارض، في كلمات مقتضبة خلال الوقفة من السلطات الأمنية الإفراج الفوري عن ولد المختار، الذي اعتقله الأمن الموريتاني صباح الاثنين دون توضيح لخلفية الاعتقال أو التهمة الموجهة إليه. وأبدى محمد غلام ولد الحاج الشيخ نائب رئيس الحزب، في كلمة له، دهشته من اعتقال ولد المختار "دون سند قانوني"، مؤكدا أن ما حصل يُثبت أن النظام الحالي "لا يُقيم وزنا للحريات و لا للمساطر و الإجراءات القانونية". وكان مصدر أمني، فضّل عدم نشر اسمه، ربط في تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، بين بين اعتقال ولد المختار من طرف الأمن الموريتاني، ومشاركته الأحد في مسيرة تضامنية مع الزنوج القادمين على الأقدام من مدينة بوغي 400 كلم جنوب العاصمة نواكشوط. وفضّت قوات الأمن الموريتانية، مساء الأحد، مسيرة لعشرات المتضامنين مع مجموعة زنوج جاءوا إلى العاصمة نواكشوط في مسيرة راجلة من مدينة بوغي؛ للمطالبة ب "حقوقهم المسلوبة". ويطالب المشاركون، وهم زنوج كانوا قد هاجروا إلى السنغال بعد أعمال عنف عام 1989، قبل أن يعودوا في عام 2007، بما يصفونها بحقوقهم المسلوبة، وتتمثل في استرجاع ملكيتهم للأراضي التي كانوا يمتلكونها قبل ترحليهم، ودمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية بموريتانيا، وإعادة الموظفين ممن فقدوا وظائفهم الحكومية خلال فترة التهجير. وينقسم المجتمع الموريتاني عرقيا إلى مجموعتين: عرب وزنوج، وتنقسم المجموعة العربية إلى عرب بيض البيظان وعرب سمر الحراطين، وتضم المجموعة الزنجية ثلاثة مكونات هي البولار والسونيكي والولف. وشهدت أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي أحداثا بدأت عادية، ولكنها سرعان ما تطورت بشكل لافت إلى "فتنة عرقية"، قتل خلالها الكثير من الموريتانيين عربا وزنوجا وهُجر عشرات الآلاف من الزنوج الموريتانيين إلى السنغال ومالي، كما هُجرت أعداد مشابهة من الموريتانيين العرب من السنغال إلى موريتانيا