عبد الرحيم لمحيط : الألم يصبح أشرس بعد البوح بالذكريات عطا : النص يركز على أحوال البلد التى أججت الثورة عبد المجيد : الكاتب عمل " زووم إن " على بورسعيد بين الانكسار والانتصار قرنى : عبد الرحيم جعل من " بورسعيد " أيقونة للواقعية السحرية خضر : " زووم إن " لوحة كلية للإنسان الضائع "زووم إن" مجموعة قصصية للكاتب حسين عبد الرحيم ، تأخذنا خلال 21 قصة قصيرة للم الشتات من خلال ذاكرة مبعثرة، يستعيد خلالها الكاتب أحداث هجرة أسرته القسرية من مدينة بورسعيد عقب هزيمة 1967م، و ما شهدته المدينة نفسها خلال العدوان الثلاثي في عام 1956م، و عصر الانفتاح الاقتصادي الذي شوهها روحًا وجسدًا. احتفى بيت السنارى بصدور المجموعة القصصية " زووم إن " ، و أدار اللقاء الصحفي علي عطا، وتحدث في اللقاء الشاعر محمود قرني، والقاص الكاتب أشرف عبد الشافي، والقاص الإعلامي شريف عبد المجيد. و قال عبد الرحيم فى تصريحات خاصة لشبكة " محيط " أن ما حدث فى ثورة يناير كان دافع كبير له لاستعادة الذكريات بالكتابة و نشر المجموعة . أما عن اختياره لاسم " زووم إن " كعنوان لروايته قال :اختيارى للاسم جاء من أن المجموعة القصصية تمثل تقريب للحظات و ذكريات منسية ،و تمتد للأحداث و الشوارع و الوجوه المنسية ، فالذكريات كان لها دورا كبيرا فى الكتابة . و بسؤاله عن حقيقة مقولة " الكتابة شفاء " ، أجاب عبد الرحيم ، أن الكتابة شفاء بالفعل ، و لكنها تقتصر على لحظة البوح ، التى يخرج فيها الكاتب ألمه و غضبه و توتره و مخاوفه ، متابعا : فى لحظة انتهائى من الكتابة ، أظن أنى شفيت ، و لكن الآلام تتجدد مرة أخرى و تصبح أكثر بروزا و شراسة ، لأن الكاتب يدرك مدى تورطه بالأحداث التى تثقل كاهله ، خاصة عندما ترتبط بذكريات الطفولة و الصبا التى تشكل ملامح الكاتب و ذاكرته و التى بناء علبها يتم الاشتباك مع العالم . و قال الصحفى على عطا عن المجموعة القصصية أنها عبارة عن متتالية ، عبد الرحيم هو بطلها ، و المكان التى تدور به أحداث الرواية " بورسعيد " ، و الزمن يتناول من السبعينات إلى وقتنا الحاضر . و تابع عطا أن بداية عبد الرحيم كانت مع رواية "عربة تجرها خيول"،ثم أعقبها رواية "ساحل الرياح"، ورواية "المستبقي"، والمجموعة القصصية "المغيب". ، كما كتب سيناريو لفيلم وثائقى عن مدينة بورسعيد باسم " قلب المدينة " إنتاج قناة البغدادية و البى بى سى . كما أشار عطا أن تميز عبد الرحيم فى كتابته ، يجعل النقاد يصابون بالحيرة و الارتباك ، فنحن بإزاء " ذاكرة مبعثرة " و محاولة للم الشتات ،و ربط عطا النص بثورة يناير ، لأنها تركز على أحوال البلاد التى دفعت بالثورة فى ظل غياب العدالة الاجتماعية ، و يظهر ذلك جليا فى قصة " الدخان " التى تشتبك مع حدث الثورة بشكل مباشر . فيما تحدث أشرف عبد الشافى أن المجموعة القصصية تعبر عن الحالة التى يعايشها الإنسان بشكل فلسفى بعيدا عن الحكى و السرد التقليدى . و أن الكاتب مهتم بتفاصيل الحكى أكثر من تكنيك الكتابة ، ليروى لنا قصص و حكايات والديه عن عبد الناصر ، و العجوز الذى عاش السبعينات و شهد النكسة و لم يشهد النصر ، و حكاوى بائعى الفاكهة و الخضار فى أسواق بورسعيد ،التى يلم بها الكاتب شتات العمر . هذا النص الذى وصفه عبد الشافى بأنه يحمل المهابة بداخله ، نرى فيه انكساراتنا و انتصاراتنا ، و اعتمد عبد الرحيم على التصوير السينمائى فى روايته ، ليختم لنا بقصة " زووم إن " و التى تتحدث عن السينما التى أحبها . من جانبه قال القاص الإعلامي شريف عبد المجيد أن الكاتب استخدم الذاكرة البصرية بشكل مختلف فى قصصه ، من خلال الأفلام التسجيلية عن تلك الفترة و التى يستعين بها فى النص . تميز عبد الرحيم بأسلوب التداعى الحر فى الكتابة دون التقيد بالشكل التقليدى للبداية و النهاية ، و كانت الخلفية الصوتية التى تصاحبنا فى " زووم إن " أصوات فيروز و ماجدة الرومى و محمد منير و إذاعة القرآن الكريم . كما اعتمد الكاتب فى قصصه على أسلوب " القطع السينمائى " ، التى سيطرت على الكاتب حتى فى عاوين قصصه مثل " زووم إن " ، و " عبده فلاش " ،و تيكنى كيلر " . و تحدث عبد المجيد أن الكاتب قام بعمل " زووم إن " على بورسعيد فى لحظة الانكسار التى عقبت النكسة و التهجير القصرى للأسر ، فى الوقت الذى تمسك البعض بالمكان رغم الانكسار ، كما يصور الكاتب بورسعيد قبل عصر الانفتاح الذى شوه المدينة ، و يصور الكاتب فكرة الاغتراب ، ففى بورسعيد أصبح بالنسبة لهم قاهرى ، و بالقاهرة يعامل على أنه بورسعيدى ، و فى كل حال هو دوما الغريب . فيما تحدث الشاعر محمود قرني أن الكاتب عبد الرحيم موهوب ، له بصمته الخاصة فى الكتابة ، و قال أن كتاباته دوما محايدة فلا يضع نفسه طرفا بالصراع ، يسيطر عليه انتماء المكان الذى وصفه بالطارد و الجاذب ، المنفتح على العالم و المغلق على نفسه ، مكان مقدس و أحيانا ملعون ، لتصبح بورسعيد مدينة المتناقضات ، و تابع قرنى أن التعامل مع المكان بهذا الشغف جعله " أيقونة " أضفت عليه نوع من السحرية المتواجدة فى كتابات الواقعية السحرية بأمريكا اللاتينية . و وصف قرنى كتابة عبد الرحيم بالمحلقة التى تتسم بالغنائية ، مواصلا أن الكاتب متورط بالحدث بجمالياته و إنسانيته ، ليحمل النص زخم رهيب من النوستالجيا " الحنين " . و قال الكاتب القصصى محمود خضر أن عبد الرحيم مرتبط ببيئته المحلية ليصور لنا بعدسة لاقطة لوحة كلية للإنسان الضائع . و ختم الكاتب عبد الرحيم بقراءة قصة " قفزة أخرى لطائر وحيد " ، و قصة " دخان " التى نقرء منها : سيجارة كل يوم ، و هااات يا جسد ، عقل يفور ، روح تهيم فى جسدى العليل ، يا ظلمة كل صباح ، يا تاريخ من الألم ، يا " حلم " ، تخطى واقعك المدى ، تدفقى يا سنوات ضائعة ما بين اليقظة و اللاوعي .