نشرت صحيفة "الإندبندنت"، موضوعا عن الانتخابات العراقية اليوم تحت عنوان "العصيان السني المسلح قد ينقذ رئيس الوزراء العراقي المهووس بالأمن". وقالت الصحيفة البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، إن نوري المالكي واجه فترة صعبة ولا شك في أنه يتوقع وقتا عصيبا في الانتخابات، بعد الشكوى العامة من الفساد المتنامي، وانقلاب الرموز الدينية عليه، لكن الحملة العسكرية التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد تلعب دورها في إنقاذه. ورأت الصحيفة أن المالكي من الممكن أن يواصل وجوده في منصب رئاسة الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية التي تجري الأربعاء لكن السؤال الأصعب بعد هذه الانتخابات حسب الصحيفة هو هل يتمكن العراق من النجاة كدولة موحدة؟. وأجابت الصحيفة على السؤال بالتشكيك في إمكانية حدوث ذلك لأسباب عدة منها أنه بعد ثماني سنوات من ولاية المالكي أصبحت القاعدة والمقاتلون المسلحون المتعاطفون معها على أبواب العاصمة بغداد، وعلى وجه الدقة على بعد 26 كيلومترا من قلب العاصمة، حسب الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن الحكومة العراقية كانت تراقب كل يوم تقلص سيطرتها على المحافظات "السنية" وتزايد حدة الهجمات والتفجيرات. واعتبرت الصحيفة أن قمع الاحتجاجات السنية السلمية في نهاية عام 2012 قد تسبب في تحول الغضب السني إلى نوع آخر من الاحتجاج وهو الانتفاضة المسلحة للسنة الذين خسروا السيطرة على البلاد بعد الإطاحة بصدام حسين لصالح التحالف الشيعي الكردي. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة العراقية نجحت في استعداء القبائل ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة المتحالفة معها، الذين يسيطرون على محافظة الأنبار ومساحات أخرى كبيرة، لكنها تشكك في إمكانية نجاح ذلك على غرار نجاح تجربة الصحوات التي دشنتها الولاياتالمتحدة للهدف نفسه عام 2006. وقالت إن هذه السياسة لن تنجح في إيقاف الدولة الإسلامية من التوسع إذ يتعاملون بحرص أكبر ويؤمنون مواقعهم بشكل كبير في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين كما أن لهم وجود قوي جدا في محافظات ديالي وكركوك. وأضافت إن دولا أخرى بالطبع ستلعب دورا معتادا في "تقرير مصير المالكي مثل الولاياتالمتحدة وإيران، لكن أيا منهما ليس متحمسا لبقائه في المنصب إلا أنها لا تجد بديلا آخر". واختتمت الصحيفة بقولها: "لا العراق ولا الولاياتالمتحدة ترغب في رؤية الحرب الأهلية في سوريا تثير القلاقل في العراق رغم أنه يبدو أن الوقت قد أصبح متأخرا على ذلك".